في مشهد جديد يعكس تصاعد الغضب الشعبي في محافظة تعز، نفّذ عشرات من سائقي شاحنات نقل الدواجن، اليوم الاثنين، مظاهرة غاضبة أمام مبنى السلطة المحلية، تنديدًا بما وصفوه بالجبايات غير القانونية والرسوم الباهظة التي تُفرض عليهم بشكل مستمر، دون أي سند رسمي.

ورفع المحتجون لافتات وشعارات تطالب بوقف الابتزاز المالي الذي يتعرضون له يوميًا في النقاط الأمنية ونقاط التفتيش، مؤكدين أن تلك الممارسات أثقلت كاهلهم وزادت من أعباء مهنتهم، في ظل أوضاع اقتصادية بالغة الصعوبة.

وقال عدد من السائقين في تصريحات متفرقة، إنهم يُجبرون على دفع مبالغ كبيرة كـ'رسوم عبور ونقل'، إضافة إلى جبايات عشوائية يتم تحصيلها من نقاط لا تتبع جهات رسمية، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف النقل وأسعار الدواجن في السوق، وتكبيد التجار خسائر فادحة، فضلًا عن التأثير المباشر على القدرة الشرائية للمواطنين.

وأكد المتظاهرون عزمهم على مواصلة التصعيد والاحتجاج حتى تستجيب السلطات لمطالبهم، وتضع حدًا لهذه الممارسات التي قالوا إنها 'تُمارس بعلم ومعرفة من بعض الجهات المتنفذة في المدينة'.

وشددوا على ضرورة إلغاء جميع الرسوم والجبايات الإضافية، وإلزام النقاط الأمنية بالامتناع عن تحصيل أي مبالغ غير قانونية، بما يسهم في تخفيف العبء عنهم ويحافظ على استقرار أسعار الدواجن التي تعد من أهم السلع الغذائية للمواطنين في تعز.

وتأتي هذه المظاهرة امتدادًا لسلسلة احتجاجات شهدتها مدينة تعز خلال الأشهر الماضية، شملت قطاعات مهنية وتجارية متعددة، في ظل تنامي الغضب من تفشي الفساد المالي والإداري، وتوسع مظاهر الجباية التي باتت تطال جميع مناحي النشاط الاقتصادي.

ويؤكد مراقبون أن استمرار هذه الممارسات يهدد بانهيار قطاعات حيوية في المدينة، ويزيد من تفاقم الأزمة المعيشية، مطالبين السلطات المحلية باتخاذ إجراءات فورية لوقف الجبايات وفرض الرقابة على النقاط الأمنية، وحماية المواطنين من الابتزاز المالي المتفشي في المناطق المحررة.