منذ أسابيع، يواجه سكان محافظة لحج ظروفاً معيشية قاسية تزداد تدهوراً يوماً بعد يوم. فمع الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي وتوقف صرف الرواتب وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، باتت حياة المواطنين مهددة بشكل غير مسبوق.

انقطاع الكهرباء: معاناة مضاعفة في ظل الحر الشديد

أدى الانقطاع المتواصل للكهرباء إلى شلل شبه تام في حياة السكان. ففي ظل غياب وسائل التبريد، يضطر الأهالي إلى شراء الثلج بأسعار متزايدة للحفاظ على المواد الغذائية، ما يضيف عبئاً مالياً إضافياً على كاهلهم. ومع ارتفاع درجات الحرارة، يواجه المرضى وكبار السن صعوبات جمة، خاصةً أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة تتطلب رعاية طبية مستمرة.

يقول أحد سكان مدينة الحوطة: 'الوضع لا يطاق. الكهرباء غائبة منذ أكثر من أسبوع، والحرارة لا ترحم. لم نعد قادرين على النوم أو العمل أو حتى قضاء أبسط احتياجاتنا اليومية'.

توقف الرواتب وارتفاع الأسعار: شبح الجوع يلوح في الأفق

تزامن انقطاع الكهرباء مع توقف صرف رواتب الموظفين، ما فاقم من معاناة الأسر التي تعتمد على هذه الرواتب كمصدر دخل رئيسي. وفي ظل هذا الوضع، يشهد السوق ارتفاعاً جنونياً في أسعار المواد الغذائية الأساسية، لتصبح هذه المواد بعيدة عن متناول شريحة واسعة من السكان.

ويضيف مواطن آخر: 'كيف لنا أن نوفر لقمة العيش لأطفالنا؟ الرواتب متوقفة، وأسعار المواد الغذائية في ازدياد مستمر. لم نعد نعرف ماذا نفعل'.

دعوة إلى التدخل العاجل

يناشد أهالي محافظة لحج الحكومة والمنظمات الإنسانية بالتدخل العاجل لإنقاذهم من هذا الوضع الكارثي. ويطالبون بتوفير حلول فورية لأزمة الكهرباء، وصرف الرواتب المتأخرة، وتوفير المواد الغذائية الأساسية بأسعار مدعومة.

إن الوضع في لحج يتطلب تحركاً سريعاً وفعالاً قبل فوات الأوان. فالكارثة الإنسانية تلوح في الأفق، وحياة الآلاف من السكان باتت على المحك.