اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٦ حزيران ٢٠٢٥
أطلقت السلطات الصحية في المملكة المتحدة دراسة جديدة لبحث الآثار الجانبية الخطيرة المحتملة لأدوية التخسيس، وذلك بعد تسجيل مئات التقارير التي تربط هذه الأدوية بمشاكل في البنكرياس، أبرزها حالات التهاب البنكرياس الحاد والمزمن.
وتتعاون هيئة تنظيم الأدوية ومنتجات الرعاية الصحية البريطانية (MHRA) مع شركة 'جينوميكس إنجلاند'، في دعوة الأشخاص الذين تناولوا أدوية التخسيس وتم نقلهم إلى المستشفى بسبب التهاب البنكرياس للمشاركة في الدراسة الجينية الجديدة.
أدوية تحت المجهر
تشمل الدراسة أدوية شهيرة مثل Mounjaro وOzempic وWegovy، التي تُستخدم أيضًا لعلاج مرض السكري من النوع الثاني. ورغم ورود تقارير تربطها بالتهاب البنكرياس، لم يتم تأكيد وجود علاقة مباشرة بين الأدوية وتلك الحالات حتى الآن.
وتهدف الدراسة، وفقًا للدكتورة أليسون كايف، رئيسة قسم السلامة في MHRA، إلى 'فهم العوامل الوراثية التي قد تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للآثار الجانبية الخطيرة'، مما يساعد على تقديم 'علاجات أكثر أمانًا تستند إلى الخصائص الجينية لكل مريض'.
مشاركة المرضى: عينات لعالم أكثر أمانًا
الدراسة ستُدار من خلال برنامج الإبلاغ المعروف باسم 'البطاقة الصفراء' (Yellow Card)، والذي يتيح للمرضى الإبلاغ عن الأعراض الجانبية المرتبطة بالأدوية واللقاحات والأجهزة الطبية.
وطُلب من المرضى الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فأكثر، وسبق لهم التعرض لمضاعفات شديدة أثناء استخدامهم لأدوية التخسيس، التوجه لموقع 'البطاقة الصفراء' لتسجيل تفاصيل حالتهم. وقد يُطلب منهم لاحقًا تقديم عينة لعابية ومزيد من المعلومات، للمساهمة في البحث.
وبحسب البيانات المتاحة حتى 13 مايو 2025، تم الإبلاغ عن 10 حالات وفاة لمرضى كانوا يتناولون هذه الأدوية وتعرضوا لالتهاب البنكرياس، رغم أن العوامل المسببة للوفاة قد تكون متعددة ولم تُحسم بشكل قاطع.
بين الأمل والتحذير
ويرى مسؤولون صحيون أن هذه الأدوية قد تلعب دورًا كبيرًا في مواجهة أزمة السمنة، لكنهم يشددون على أنها ليست حلًا سحريًا، وغالبًا ما تأتي مصحوبة بآثار جانبية شائعة مثل الغثيان، والإمساك، والإسهال.
كما حذرت MHRA من أن عقار Mounjaro قد يقلل من فعالية حبوب منع الحمل الفموية لدى بعض النساء، ما يتطلب حذرًا إضافيًا في الاستخدام.
نحو رعاية صحية وقائية
وقال البروفيسور مات براون، كبير العلماء في شركة Genomics England: 'رغم فعالية أدوية GLP-1 مثل Ozempic وWegovy، إلا أن لها مخاطر مثلها مثل أي دواء'. وأضاف: 'العديد من ردود الفعل السلبية قد تكون ذات أسباب وراثية، وهدفنا هو جمع البيانات التي تتيح تصميم وصفات علاجية أكثر دقة، تعزز من التوجه نحو نظام صحي وقائي'.
وتشير التقديرات إلى أن التفاعلات الدوائية الضارة قد تكلف هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS) ما يزيد على 2.2 مليار جنيه إسترليني سنويًا من تكاليف الإقامة في المستشفيات فقط، ما يعزز الحاجة لتطوير حلول استباقية مبنية على الجينات.