رم - لم تكن النسخة الأولى من بطولة مونديال الأندية 2025، التي أُقيمت في أميركا، مجرد حدثٍ كروي، بل تحوّلت إلى منصة رمزية عبّرت فيها جماهير اللعبة العربية والعالمية عن دعمها للقضية الفلسطينية بطريقتها الخاصة، ففي عدد من الملاعب التي احتضنت مباريات البطولة الموسّعة، ارتفعت أعلام فلسطين شاهدة على هذا التضامن، وبرز المشهد لافتاً خلال لقاء النهائي الذي جمع بين باريس سان جيرمان الفرنسي وتشلسي الإنكليزي على ملعب ميتلايف في نيوجيرسي، الأحد، بحضور الرئيس الأميركي دونالد ترامب (78 عاماً).

وتحوّلت جماهير اللعبة إلى صوتٍ داعم للقضية الفلسطينية طوال فترة البطولة، معبّرة عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني بطرق متنوّعة ومبدعة، وكان في مقدمة هؤلاء مشجعو الترجي التونسي، الذين لطالما عُرفوا بمواقفهم الثابتة في دعم القضية، لا سيّما منذ اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقد عبّروا عن تضامنهم من خلال الأهازيج والهتافات وحمل الأعلام، كما رفعوا لافتة ضخمة خلال مواجهة فريقهم أمام تشلسي كُتب عليها 'الأرض، الحرية، فلسطين'، وذهبوا أبعد من ذلك حين شكّلوا ألوان العلم الفلسطيني باستخدام بالونات لوّحوا بها في المدرجات.

ولم تقتصر الرسائل الداعمة لفلسطين على المدرجات، وامتدت إلى أرضية الملعب أيضاً، من خلال مشاركة نجم النادي الأهلي المصري، الفلسطيني وسام أبو علي (26 عاماً)، الذي ترك بصمته التاريخية حين واجه فريقه نادي بورتو البرتغالي في الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات، وسجل ثلاثية تاريخية، جعلته أول لاعب عربي يحقق هذا الإنجاز في النسخة الجديدة من البطولة، وبذلك عادل رقماً لا يُستهان به، كان قد حققه 'الأسطورة البرازيلية' بيليه، الذي سجل 'هاتريك' في بطولة إنتركونتيننتال عام 1962 ضد بنفيكا البرتغالي، ليصبح أبو علي ثاني من يحقق ذلك أمام فريق أوروبي في منافسة عالمية.

ورغم أن 'هاتريك' وسام أبو علي لم يكن كفيلاً بقيادة الأهلي إلى الدور ثمن النهائي في مونديال الأندية 2025، إلّا أن تأثيره تجاوز حدود النتائج الفنية، بعدما تحوّل إلى رسالة سياسية وإنسانية حملت صوت فلسطين إلى واحد من أكبر المسارح الرياضية في العالم، فقد اختار المهاجم الفلسطيني أن يحتفل بطريقته الخاصة، مجسداً شخصية 'حنظلة' الشهيرة التي ابتكرها الرسام الفلسطيني الراحل ناجي العلي، من خلال وقوفه ويداه خلف ظهره، ولم يكن الاحتفال مجرد لقطة عابرة، بل موقفاً رمزياً عميقاً يؤكد أنّ فلسطين لا تغيب عن وجدان أبنائها، مهما ابتعدوا عنها أو اشتدت الأزمات، في ظل استمرار العدوان والحصار المفروض على قطاع غزة.

كما ظهر علم فلسطين في العديد من المباريات الأخرى خلال مونديال الأندية 2025، بينها مواجهة باريس سان جيرمان الفرنسي ونظيره سياتل ساوندرز الأميركي، وكذلك لقاء الهلال السعودي أمام نظيره باتشوكا المكسيكي في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، ليؤكد عالم الرياضة يوماً بعد آخر محاولته رفع الصوت عالياً لدعم القضية الفلسطينية مع استمرار حرب الإبادة.

وبدوره كان نجم دفاع نادي تشلسي الإنكليزي ويسلي فوفانا (24 عاماً) قد شارك صورةً تُظهر لحظة تضامن جماهير نادي الترجي التونسي مع القضية الفلسطينية، ليؤكد مجدداً موقفه الداعم للقضية، وهو الذي كان موقفه واضحاً مراراً وتكراراً خلال السنوات الماضية، وذلك حين رفع العلم الفلسطيني في عام 2021 إلى جانب زميله السابق في ليستر سيتي، حمزة تشودهاري (27 عاماً)، خلال احتفالهما بلقب كأس الاتحاد الإنكليزي، كما نشر عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل عدّة داعمة، أبرزها 'الحرية لفلسطين' و'تضامنوا مع فلسطين'.