أكد النائب هشام سويلم، عضو مجلس الشيوخ عن حزب حماة الوطن، أن ذكرى ثورة 30 يونيو ستظل علامة فارقة فى تاريخ الدولة المصرية، ومحطة مضيئة فى مسيرة وعى الشعب المصرى، الذى خرج بالملايين ليكتب نهاية مشروع الفوضى والتمكين الذى حاولت جماعة الإخوان الإرهابية فرضه على مصر، مؤكداً أن تلك الثورة العظيمة لم تكن مجرد احتجاج على سوء إدارة، بل كانت انتفاضة وطنية لإنقاذ الدولة من السقوط وتغيير هويتها الحضارية والدينية والثقافية.

وأوضح النائب، أن ثورة 30 يونيو مثّلت تجسيدًا عمليًا لإرادة الشعب الرافضة لمخططات اختطاف الدولة وتحويلها إلى أداة ضمن مشروع دولى مشبوه يهدف إلى تفكيك المنطقة بأكملها، مشيرًا إلى أن الجماعة الإرهابية حاولت منذ اللحظة الأولى لوصولها إلى الحكم إخضاع مؤسسات الدولة الحيوية لأيديولوجيتها المتطرفة، من خلال إقصاء الكفاءات وتعيين عناصر تابعة لها فى مواقع اتخاذ القرار، فى انتهاك صارخ لمبادئ الكفاءة والشفافية.

وأضاف سويلم، أن هناك وثائق وشهادات موثقة تؤكد أن الجماعة كانت تمضى بخطى حثيثة نحو السيطرة على مفاصل الدولة، خصوصًا فى قطاعات الإعلام والقضاء والتعليم، تنفيذًا لما يعرف بمشروع 'التمكين'، وهو مشروع لا علاقة له بالإصلاح أو التنمية، بل يهدف إلى تفكيك الدولة لصالح الولاء التنظيمى، وليس الوطني.

وأشار عضو مجلس الشيوخ، إلى أن أخطر ما قامت به الجماعة خلال فترة حكمها القصيرة كان استغلال الدين فى السياسة، واستخدام الخطاب الدينى التكفيرى لتخوين المعارضين وتشويه المختلفين، ما تسبب فى حالة من الاستقطاب المجتمعى الحاد، وهدد وحدة النسيج الوطنى، مضيفًا أن الجماعة لم تكن تتعامل مع الدولة كمؤسسة وطنية جامعة، بل نظرت إلى الحكم باعتباره غنيمة، وسعت لتحويل مصر إلى ولاية ضمن مشروع إقليمى لا يعترف بالحدود ولا بالهوية الوطنية.

وشدد النائب هشام سويلم، على أن الشعب المصرى بوعيه الحضارى، وتاريخه الممتد، استطاع أن يُجهض هذا المشروع الظلامى، وخرج فى 30 يونيو بمشهد لا يُنسى، ليعلن أن مصر لا تُحكم من خارج هويتها، وأن الدولة الوطنية هى السبيل الوحيد للاستقرار والتنمية. وقد انحازت القوات المسلحة لهذا الخيار الشعبى، بقيادة الفريق أول عبد الفتاح السيسى فى ذلك الوقت، فى موقف وطنى أعاد للدولة هيبتها وكشف للعالم بأسره عظمة الشعب المصرى وصلابته فى مواجهة الأزمات.

وأوضح سويلم، أن ما تحقق بعد ثورة 30 يونيو من إنجازات ضخمة على مستوى البنية التحتية، والتعليم، والصحة، والاقتصاد، ومشروعات الطرق والكهرباء والموانئ والطاقة، ما كان ليتم لولا تصحيح المسار واستعادة الدولة الوطنية مكانتها. فقد دخلت مصر مرحلة جديدة، عنوانها العمل والإصلاح والبناء، وودّعت مرحلة الشعارات والمتاجرة بالدين التى سادت قبل الثورة.

وأكد عضو مجلس الشيوخ، أن مصر اليوم باتت أكثر استقرارًا، وأكثر انفتاحًا على التنمية الشاملة، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات الإقليمية والدولية، مشيرًا إلى أن الجمهورية الجديدة التى دشّنتها ثورة 30 يونيو تقوم على أسس واضحة: احترام القانون، إعلاء قيم المواطنة، تبنى العدالة الاجتماعية، وتكافؤ الفرص.

ودعا النائب هشام سويلم، إلى ضرورة توثيق ما جرى خلال تلك الفترة بكل الوسائل الممكنة، عبر الإعلام، والمناهج التعليمية، والدراما، والمنتجات الثقافية، من أجل ترسيخ الوعى لدى الأجيال الجديدة التى لم تعش تلك اللحظة المفصلية، قائلاً: 'علينا أن نعلّم أبناءنا كيف حمى المصريون دولتهم، حتى لا تُعاد تلك التجربة القاتمة، فالوعى هو الحصن الأول لوطننا، والحفاظ على الدولة هو واجب مقدس على الجميع'.