في لحظة تمسّ وجدان كل يمني بين الفرح والأمل يستعد سكان مديريات الساحل الغربي لتنظيم العرس الجماعي الخامس تحت عنوان فرحة وطن، حيث سيشهد زفاف 500 عريس وعروس دفعة واحدة.

الحدث الاجتماعي يأتي برعاية كريمة من عضو مجلس القيادة الرئاسي ورئيس المكتب السياسي للمقاومة الوطنية، الفريق ركن أول طارق صالح، وبدعم من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وتنفيذ خلية الأعمال الإنسانية، في مبادرة إنسانية واجتماعية تنبض بالأمل وسط تحديات الحياة.

يأتي هذا العرس الجماعي متزامنًا مع احتفالات الشعب اليمني بـ عيد الاستقلال الوطني لليمن الشمالي — 30 نوفمبر — وذكرى ثورة 2 ديسمبر، ما يمنح المناسبة طابعًا رمزيًا مزدوجًا: ذكرى وطن وانطلاق حياة جديدة لآلاف الشباب.

وبعد سنوات من الصراع والمعاناة، تأتي مبادرة فرحة وطن لتعطي الشباب فرصة لبداية مشرقة: زواج كريم، فرح جماعي، وأمل بمستقبل مستقر. المبادرة تأتي ضمن سلسلة من الجهود الإنسانية والاجتماعية التي تهدف إلى تخفيف أعباء المعيشة عن الشباب، خصوصًا في بيئة تأثرت بشدة بالأزمة، وتعزيز التماسك المجتمعي بين أبناء الساحل الغربي.

كما أن الزفاف الجماعي يوفر منفعة اجتماعية: بدلاً من تكبد كل عائلة تكلفة زفاف مكلف، يأتي هذا الحدث كفرصة لتوفير تكاليف الزواج ضمن إطار من التضامن والمشاركة المجتمعية، ويُسهّل على كثير من الشباب الدخول إلى مؤسسة الزواج بكرامة.

وتشهد المديريات المعنية نشاطًا لافتًا في تجهيزات العرس — من تنسيق المساحات، تجهيز قاعات الاحتفال، إعداد قوائم العرسان، وترتيب استقبال أُسرهم. اللجان المنظمة تعمل على ضمان أن تكون مراسم الزفاف لائقة تشرف الحدث، مع مراعاة الظروف المحلية.

ولأن العرس لا يقتصر على مراسم الزواج فقط، فإن التنظيم يشمل فقرات فنية وشعبية — عروض تراثية، احتفالات، موسيقى وفنون شعبية — تعيد إحياء الموروث الثقافي المحلي، وتمنح العائلات والأصدقاء لحظات فرح وسط أمواج المعاناة.

اختيار توقيت العرس مع عيد الاستقلال الوطني وثورة 2 ديسمبر رسالة واضحة بأن الأمل بالحياة لا يموت، وأن الشباب رغم كل الصعاب يرفعون راية الحياة والكرامة.

وترسخ مبادرة العرس الجماعي مفهوم التضامن الاجتماعي والتكافل المحلي، وتشجع على ترسيخ القيم الأسرية والمجتمعية، في ظل بيئة استثنائية. كما أنها تمنح شبابًا كثيرين — ربما لم يكن بوسعهم تحمل تكاليف الزواج — فرصة لتأسيس أسر وبناء مستقبل، وسط مشاركة شعبية ورسميّة تعكس وحدة الهدف في بناء حياة أفضل.