'لا شيء يدوم للأبد'ز. بهذه الكلمات كان الشاب أيمن العلي، ملك جمال الأردن، يواسي نفسه ويطمئن محبيه عبر وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أن القدر كان أسرع مما توقع الجميع.

ورحل الشاب أيمن العلي، ملك جمال الأردن، تاركًا وراءه قصة إنسانية مؤلمة وصورة لن تُمحى من ذاكرة الآلاف الذين تابعوا تفاصيل معاناته مع سرطان المعدة.

بدأت رحلة أيمن مع المرض منذ أكثر من عام عندما شعر بآلام مستمرة في معدته، تجاهل الأمر في البداية معتقدًا أنه مجرد إرهاق عابر، ولكن الفحوصات كشفت عن مفاجأة صادمة: سرطان المعدة في مرحلة متقدمة.

لم يكن المرض سهلاً، خاصةً على شاب يتمتع بالجمال والقوة، وكان يُعتبر رمزاً للأناقة واللياقة، إلا أن أيمن قرر أن يحارب المرض بروح قوية، مستعينًا بحب الناس ودعائهم له.

وظل يوثق رحلته مع العلاج الكيميائي عبر منصات التواصل الاجتماعي، ليكون مصدر إلهام لمن يعانون من نفس المحنة.

في إحدى المرات، كتب له أحد المتابعين تعليقًا، قال فه: 'نفسي أعيش حياتك ولو ليوم واحد.' كان التعليق مليئًا بالإعجاب بشخصيته ومظهره، لكنه جاء في توقيت قلب حياة أيمن رأسًا على عقب'.

رد أيمن على التعليق قائلاً: 'احمد ربك على النعمة التي تعيشها.. أنا الآن أحلم بحياة طبيعية دون ألم'.

وبعدها بأيام، شارك أيمن صورة له قبل المرض وبعده، لتظهر الفارق الكبير بينهما، تلك الصورة كانت صادمة للكثيرين: فقد كان الشاب الذي اعتاد الجميع رؤيته بكامل أناقته وجماله، يبدو هزيلاً، شاحباً، بالكاد يستطيع الوقوف، الصورة أبكت الآلاف، وجعلت الناس يعيدون التفكير في النعم التي يمتلكونها.

لم تكن معاناة أيمن مجرد ألم جسدي، بل كانت أيضًا معركة نفسية شاقة، المرض أنهك جسده تدريجياً، ومع ذلك لم يفقد إيمانه بالله، وظل متماسكاً أمام جمهوره. كتب في إحدى منشوراته: 'إذا كانت هذه آخر أيامي، فأنا ممتن لكل لحظة عشتها. الشكر لله على كل شيء.'

رغم محاولات العلاج المكثفة، تدهورت حالته بشكل سريع في الأشهر الأخيرة. بدأ وزنه يتناقص بشكل ملحوظ، وأصبح يعاني من صعوبة في تناول الطعام وحتى في الحركة. ورغم ذلك، ظل يظهر على السوشيال ميديا بابتسامة، يحاول رفع معنويات متابعيه.

في يومٍ بارد، أعلن أقرباؤه عبر وسائل التواصل الاجتماعي خبر وفاته اليوم، ليعم الحزن الأوساط الأردنية والعربية. انهالت التعليقات والرسائل التي ترثيه، وعبّر الكثيرون عن صدمتهم لفقدان شاب كان يمثل الأمل والقوة.

قال أحد أصدقائه: 'أيمن كان إنساناً رائعاً، ملهمًا للجميع. لم يستسلم للمرض حتى آخر لحظة.' بينما كتب أحد المتابعين: 'علّمنا أيمن أن الجمال الحقيقي هو جمال الروح، وليس الشكل.'

الصورة التي جمعته قبل المرض وبعده، أصبحت رمزاً للضعف الإنساني أمام المرض، لكنها في الوقت نفسه حملت رسالة أمل للجميع: أن نقدر نعمة الصحة قبل أن نخسرها.

و شارك الكثيرون تلك الصورة مع عبارات حزينة تدعو الجميع للتفكر في نعمة الحياة.

الصحة أغلى ما نملك: علمنا أيمن العلي أن الصحة كنز يجب أن نحافظ عليه ونشكر الله عليه كل يوم.

القوة في مواجهة المصاعب: رغم قسوة المرض، واجه أيمن معاناته بابتسامة وصبر، ليكون مثالاً يحتذى به.

تأثير الكلمة: تعليقه المؤثر على المتابع الذي حسده على حياته كان درساً للجميع بأن لا نحكم على حياة الآخرين من الخارج.

رغم رحيله؛ سيظل اسم أيمن العلي محفوراً في قلوب محبيه كرمز للجمال والقوة في مواجهة أصعب التحديات. فقد علّم الجميع درساً عميقاً: أن الجمال الحقيقي ليس في الشكل، بل في الروح التي تحارب حتى النهاية، رحم الله أيمن العلي، وأسكنه فسيح جناته.