بينما كنت أتصفح وسائل التواصل الاجتماعي هذا المساء، تفاجأت بوجود يوم عالمي مخصص للقلب، يُحتفى به في ٢٩ سبتمبر من كل عام. لم يكن الأمر مجرد معلومة عابرة، بل لحظة دفعتني لالقاء تحية، وأقول له: مرحبًا أيها القلب، كيف حالك؟ كل عام وأنت بخير.

كل عام وأنت تنبض بالسلام، ممتلئ بالحب، متمسك بالأمل بالله، متطلع إلى غدٍ أفضل. أعلم أنك مررت بمحطات صعبة ومنعطفات قاسية، لكنني على يقين أنك كنت دائمًا أقوى مما ظننت. فكل تجربة منحتك حكمة، وكل عثرة زادتك صلابة، وكل محطة لم تكن إلا جسرًا نحو ثبات واتزان أكبر.

أعرف أيضًا أنك ذُقت لحظات سعادة حقيقية، مواقف وأشخاص تركوا اثرا جميلا بداخلك، ورغم كل ما مررت به، بقيت كما عهدتك: ثابتًا، محبًا، قادرًا على العطاء بلا حدود.

اليوم العالمي للقلب ليس مناسبة صحية فحسب، بل هو دعوة للتأمل. القلب ليس مجرد عضلة نابضة تبقينا أحياء؛ إنه سجل كامل لرحلتنا الإنسانية. يحمل بين طياته الألم والفرح، الضعف والقوة، الخوف والرجاء. إنه مرآة صادقة لكل ما عشناه، ورفيق لا يتوقف عن العمل حتى في أشد لحظاتنا ضعفًا.

فلنمنح قلوبنا لحظة امتنان في هذا اليوم، ولنصغِ إليها أكثر، فهي ليست مجرد نبضات، بل قصة حياة كاملة تستحق أن تُروى.