ابتداءً من يوم 9 أكتوبر 2025، يفتح قصر أحمد باي بالمرسى، بعد ترميمه حديثاً، أبوابه ليحتضن معرضاً متنقلاً وتربوياً بعنوان: «Italianisances» – 'الحضور الإيطالي في العمارة التونسية' (الصورة : اللمسة المعمارية الإيطالية في ديكور جامع الحلفاوين بمدينة تونس العتيقة).

ينظَّم هذا المعرض من قبل جمعية 'تونس تجمعنا'، وأرشيف ذاكرة الإيطاليين في تونس (AMIT)، ومخبر علم الآثار والعمارة المغاربية (LAAM)، والمركز الثقافي 'دانطي اليغيري' بتونس، وذلك بدعم من مؤسسة روزا لوكسمبورغ. ويهدف المعرض إلى كشف أثر الحضور الإيطالي في العمارة بمدينة تونس وضواحيها أمام جمهور واسع ومتنوع.

وإذا كان هذا الحضور قد تجلّى منذ القرن السادس عشر في بعض المساجد والقصور الباياتية، فإنه بلغ أوجَهُ مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، إثر موجات الهجرة الإيطالية الكبرى، وهو ما تشهد عليه الأحياء الأوروبية أو ما يُعرف بـ 'الحي الفرنك' في العاصمة.

إنه أرشيف حيّ وبصري يصحب الزائر في رحلة سردية تكشف إسهامات المهندسين المعماريين والحرفيين الإيطاليين، وتبرز غنى اللقاءات الثقافية وما أفرزته من ابتكار وجمالية خاصة.

ينتظم المعرض حول أربعة محاور كبرى:

يُقدَّم المعرض في شكل مجموعة مؤلفة من 13 لوحة، تكشف حضور البصمة الإيطالية وعمقها في مدينة تونس وضواحيها كما في القرى الريفية، من خلال صور فوتوغرافية للواجهات والعناصر الزخرفية المختارة، مرفوقة بنصوص الباحثين. كما يسلط الضوء على إتقان التقنيات الإنشائية، وتوازن التراكيب، وتعدد ألوان المواد، ودقة التفاصيل.

إن اختيار قصر أحمد باي – هذا الجوهرة المعمارية التي أُعيد فتحها مؤخراً والموسومة بتأثير إيطالي واضح – ليكون المحطة الأولى للمعرض، يحمل في حد ذاته رسالة قوية تدعو إلى إعادة تأهيل الفضاءات المنسية، والاهتمام بتراث مهدد بالاندثار وحمايته.

بعد المرسى، ينتقل المعرض إلى المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية والتعمير بتونس (سيدي بوسعيد) من 13 إلى 19 أكتوبر، ثم إلى مسرح التياترو بالمشتل من 21 إلى 31 أكتوبر.

أما الأيام الافتتاحية، من 9 إلى 12 أكتوبر بقصر أحمد باي، فستكون مناسبة للانغماس في تجربة ثقافية متعددة الأبعاد، من خلال لقاءات وحوارات بين الباحثين والمنظمين والجمهور.

ويقام الافتتاح الرسمي يوم الخميس 9 أكتوبر على الساعة الخامسة مساءً، حيث يُدعى عشاق التراث والعمارة والتاريخ إلى رحلة اكتشاف واحتفاء بمهارةٍ يمتزج فيها الذاكرة الإيطالية بالهوية التونسية.