برعاية كريمة من معالي وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد بن عيضة شبيبة، عقد قطاع الإرشاد في وزارة الأوقاف والإرشاد، صباح اليوم الأربعاء، لقاءً تشاوريًا في العاصمة عدن، لمناقشة الرؤية الوطنية لترشيد الخطاب الديني ومواجهة الأفكار المتطرفة، وذلك بحضور نائب الوزير الشيخ أنور العمري.

وفي افتتاح اللقاء، الذي أقيم بإشراف وكيل القطاع الدكتور عبد الناصر الخطري، أكد نائب وزير الأوقاف والإرشاد الشيخ أنور العمري أهمية هذا اللقاء في هذه المرحلة الحرجة التي تتطلب توجيه الخطاب الديني نحو الاعتدال والوسطية، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف تتحمل مسؤولية كبرى في هذا الجانب، باعتبارها الجهة المعنية بالإرشاد الديني والتوعوي.

وشدد العمري على ضرورة توحيد الجهود وتكثيفها لمواجهة خطاب التطرف والانحراف الفكري، لاسيما ذلك الذي تتبناه ميليشيا الحوثي الإرهابية، مشيرًا إلى أن هذا الفكر لا يهدد الأمن فقط، بل يُستخدم كذلك كغطاء لتمرير ظواهر خطيرة كالمخدرات وغيرها من الآفات الدخيلة على المجتمع.

من جانبه، أشار رئيس المكتب الفني في الوزارة الدكتور محمد الحاج إلى أن الرؤية الوطنية التي تم عرضها تمثل إطارًا استراتيجيًا شاملاً يستهدف ترسيخ الوعي بأهمية وحدة الصف ونبذ العصبية والانقسام، والتصدي للأفكار الإرهابية الحوثية عبر خطاب ديني متزن يبرز جرائم الميليشيات ويوضح حقيقة ممارساتها، ويساهم في حماية النشء والشباب وتحصينهم علميًا وثقافيًا وروحيًا وفق القيم الإسلامية الأصيلة.

كما تناول اللقاء أهمية تعزيز الشراكة مع المؤسسات التعليمية والتربوية، وعلى رأسها المعهد العالي للتوجيه والإرشاد، والتوجه نحو تأسيس أكاديمية متخصصة في مجالات التوعية والإرشاد، إلى جانب ضرورة توفير الكوادر المؤهلة والمناهج المناسبة.

وناقش الحاضرون الحاجة إلى تطوير قدرات المرشدين والدعاة والكتاب والمدرسين والإعلاميين من خلال برامج تدريبية مكثفة تُمكّنهم من التصدي للفكر المنحرف والتعامل مع تحديات المرحلة.

وأكد المشاركون على أهمية توحيد الخطاب الديني وتوجيهه من خلال دروس وخطب ومحاضرات تُنفذ وفق خطة موحدة تغطي مختلف المحافظات والمديريات والمدارس والجامعات، بالتزامن مع إطلاق حملات إعلامية هادفة لمواجهة الفكر الحوثي وأشباهه من حركات التطرف، وتكثيف الأنشطة التوعوية في مخيمات النازحين ومع منتسبي الجيش والأمن بالتنسيق مع دوائر التوجيه المعنوي.

ويأتي هذا اللقاء في إطار جهود وزارة الأوقاف والإرشاد لتطوير أدوات العمل الإرشادي والدعوي، وتحصين المجتمع من مخاطر التطرف والأفكار الدخيلة، وبما يعزز مناعة الوطن ويخدم الأمن الفكري والمجتمعي.

حضر اللقاء وكيل قطاع الأوقاف الدكتور وضاح الشبحي، ومدير مكتب الوزير الأستاذ محسن مجمل، وعدد من مسؤولي القطاع والدعاة والمعنيين بالشأن الإرشادي.