الوقائع :أكدت مديرة وحدة أمانة المجلس الأعلى للأمن الغذائي الدكتورة ندى فريحات أن الأردن شرع مبكرًا، بتوجيهات من جلالة الملك عبدالله الثاني، في اتخاذ الإجراءات اللازمة للتحوط وتقليل الآثار السلبية للأزمات الدولية على الأمن الغذائي، بما يعزز مناعة واستدامة سلاسل التزويد والإنتاج والصادرات خلال الأزمات.

جاء ذلك خلال محاضرة نظمتها الجمعية الأردنية للبحث العلمي والريادة والإبداع بعنوان 'رحلة الأردن نحو الأمن الغذائي ونظم غذائية مستدامة'، حيث أشارت فريحات إلى أن ملامح رحلة تحول الأردن منذ قمة الأمم المتحدة للنظم الغذائية عام 2021 ركزت على محور الحوكمة، عبر تأسيس المجلس الأعلى للأمن الغذائي برئاسة رئيس الوزراء وعضوية وزراء وممثلين عن القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الدولية.

وأوضحت أن المسار الوطني لتحول النظم الغذائية جرى دمجه في الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي (2021–2030) وربطه برؤية التحديث الاقتصادي 2033 والخطة الوطنية للزراعة المستدامة (2022–2025)، كما تم إنشاء قاعدة بيانات وطنية للأمن الغذائي تضم 33 مؤشرًا، ونظام إنذار مبكر للمتابعة والتقييم، إضافة إلى تأسيس المرصد الإقليمي للأمن الغذائي بدعم من منظمة الفاو لتوفير تحليلات وتقارير واستشراف مؤشرات الأمن الغذائي.

كما ترجمت المملكة هذه الاستراتيجيات إلى خطوات عملية، شملت تطوير التشريعات، وتسهيل انسياب السلع الزراعية، وتمويل صغار المزارعين والشباب والمرأة الريفية، وتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص لتطوير الصناعات الزراعية وسلاسل القيمة، وإطلاق مبادرة 'لا لهدر الغذاء' بالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي ومنظمة الفاو، بهدف تقليل الفاقد بنسبة 20% بحلول 2027.

وأكدت فريحات أن الأردن أطلق أيضًا مبادرة 'تقارب النظم الغذائية والعمل المناخي' كأول دولة عربية لدمج تحول النظم الغذائية مع أهداف المناخ، ضمن خارطة طريق وطنية شاملة، لتعزيز الأمن الغذائي والعدالة المناخية من خلال سياسات متكاملة وتمويل مبتكر وشراكات مع الأطراف المعنية.