اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
قفزت أسعار النفط بشكل حاد مع بدء تعاملات اليوم الإثنين، عقب الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت ثلاثة مواقع نووية رئيسية في إيران، في تصعيد خطير للأزمة المتصاعدة في الشرق الأوسط، ما أثار مخاوف عالمية بشأن اضطرابات محتملة في إمدادات الطاقة.
وسجّل خام برنت، المؤشر القياسي للأسعار العالمية، ارتفاعًا بنسبة 5.7% ليبلغ 81.40 دولارًا للبرميل، مواصلاً مكاسبه للأسبوع الثالث على التوالي.
اقرأ أيضًا: نواب أمريكيون يطالبون الكونغرس بمراجعة إجراءات ترمب تجاه إيران
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، خلال عطلة نهاية الأسبوع، إن الغارات 'دمرت بالكامل' الأهداف الثلاثة، محذرًا من 'مزيد من العمل العسكري' إذا لم تبادر إيران إلى التهدئة. وردت طهران بتحذير مماثل، واصفة الضربات بأنها ستؤدي إلى 'عواقب أبدية'.
ارتفاع المخاطر في سوق الطاقة
وتسببت الغارات الأمريكية، التي استهدفت منشآت فوردو، ونطنز، وأصفهان، في رفع هامش المخاطر الذي يحسبه المتداولون في أسواق الطاقة. وأفادت وكالة بلومبرغ أن مكاسب أسعار النفط ستعتمد بدرجة كبيرة على طبيعة الرد الإيراني المرتقب.
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على إيران في 13 يونيو الجاري، تعيش أسواق النفط حالة من التوتر، إذ ارتفعت العقود الآجلة، وتزايدت أحجام التداول في خيارات النفط، كما ارتفعت تكاليف الشحن، وتحولت منحنيات العقود الآجلة لتعكس توقعات بنقص محتمل في الإمدادات على المدى القريب.
اقرأ أيضًا: الدفاع الأمريكية: قصفنا المواقع النووية الإيرانية بأكثر من 182 طنا من المتفجرات
ويُشار إلى أن الشرق الأوسط ينتج نحو ثلث الإنتاج العالمي من النفط الخام، ما يجعل أي اضطرابات في المنطقة عاملًا مباشرًا في زيادة الضغوط التضخمية على مستوى العالم.
مضيق هرمز في دائرة الخطر
وقال سول كافونيك، محلل الطاقة في 'MST Marquee'، إن التصعيد الحالي قد يدفع الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، حال ردّت إيران بالشكل الذي ألمحت إليه سابقًا، معتبرًا أن الضربة الأمريكية 'قد تشعل فتيل صراع أوسع'.
وتتجه الأنظار إلى مضيق هرمز، الممر البحري الحيوي الذي يعبر من خلاله نحو خُمس صادرات النفط العالمية، وسط دعوات من البرلمان الإيراني لإغلاقه. لكن تنفيذ هذا القرار يبقى مرهونًا بموافقة المرشد الأعلى علي خامنئي.
احتمالات التصعيد في البحر الأحمر
وتزداد المخاوف من احتمال أن تدفع إيران حلفاءها الإقليميين، وعلى رأسهم الحوثيون في اليمن، إلى تنفيذ هجمات بحرية في البحر الأحمر، خاصة بعد التهديدات التي أعقبت الغارات الأمريكية.
اقرأ أيضًا: إدارة ترمب: العملية الأمريكية ضد إيران لا تهدف لتغيير النظام
وفي حال توسّع الصراع، فإن منشآت إيران النفطية، لاسيما جزيرة خرج التي تعد مركزًا رئيسيًا لتصدير النفط، قد تكون هدفًا لضربات مستقبلية، ما سيؤدي إلى قفزة إضافية في الأسعار. ورغم ذلك، تُظهر صور الأقمار الاصطناعية حتى الآن أن طهران تعمل على تسريع وتيرة صادراتها.
أوبك+ تحت المجهر
ومن المرتقب أن تُعيد الأزمة تسليط الضوء على منظمة 'أوبك+'، التي تضم روسيا وعددًا من الدول المنتجة للنفط، خاصة بعد أن اتجهت المجموعة مؤخرًا إلى تقليص قيود الإنتاج لاستعادة حصصها السوقية.
ولا تزال لدى دول 'أوبك+' طاقات إنتاجية احتياطية يمكن استخدامها في حال تدهور الأوضاع، وفقًا لتقديرات المراقبين.