القاهرة- صرح مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء المصري، بأن مصر تكبدت خسائر اقتصادية ومالية كبيرة منذ بدء الأزمة في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الحرب تسببت في انخفاض إيرادات قناة السويس بنسبة تزيد عن 60% نتيجة التوترات في البحر الأحمر.

وأوضح مدبولي، خلال مؤتمر صحفي عقد، الأربعاء 30 يوليو 2025، أن مصر تواصل جهودها الدبلوماسية والإنسانية لدعم أهالي غزة، حيث تعمل على ثلاثة محاور رئيسية: وقف إطلاق النار، إدخال المساعدات الإنسانية، والإفراج عن الأسرى، وفقا لموقع 'الشروق نيوز'.

وأشار إلى أن 'مصر لم تتأخر يومًا في تقديم المساعدات عبر منفذي رفح وكرم أبو سالم، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهها، بما في ذلك سيطرة الجيش الإسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح وإنشاء منطقة عازلة تمنع تواجد الفلسطينيين'.

وأضاف رئيس الوزراء المصري أن مئات الشاحنات المحملة بالمساعدات، التي وصل عددها إلى 1200 شاحنة، ظلت متوقفة لأيام وأسابيع بسبب التعنت الإسرائيلي في فتح المنافذ، مما أدى إلى تلف بعض المواد الغذائية وتكبد مصر تكاليف باهظة.

وأكد مدبولي أن طوابير الشاحنات امتدت من العريش إلى معبر رفح، مما يعكس الجهود الكبيرة التي تبذلها مصر في هذا الإطار.

وأردف أن 'مصر تدعم بقوة حل الدولتين كأساس لتحقيق السلام الدائم والمستدام في المنطقة، مشيرا إلى تأكيد الرئيس عبدالفتاح السيسي المتكرر على رفض مصر لأي مخططات تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر التهجير'.

وأشار إلى أن هذا الموقف الثابت لمصر انعكس في البيان الختامي لمؤتمر الأمم المتحدة الأخير، والذي دعا إلى إقامة دولة فلسطينية خلال 15 شهرا مع توحيد غزة والضفة الغربية تحت إدارة السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن 'التجويع يُعد جريمة حرب'.

وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، قد أكد أن 'معبر رفح مفتوح من الجانب المصري، وإسرائيل تغلق جانبه الفلسطيني'، موضحا أن 'مصر تريد فتح المعابر البرية الخمسة لضمان دخول المساعدات لغزة'.

وقال عبد العاطي، في تصريحات تليفزيوينة، إن 'مصر تجري اتصالات يومية مع أمريكا وقطر، لوقف النار في غزة فورا، وتضغط بكل قوة لإنجاح مفاوضات وقف إطلاق النار'، مشيرا إلى أن 'العلاقات المصرية الأمريكية قوية وصلبة واستراتيجية'.

وأضاف أن '70% من المساعدات التي دخلت غزة سابقا كانت مصرية'، وأن 'إسرائيل تستخدم الغذاء كسلاح'، معتبرا ما يحدث في غزة بأنه 'يفوق الخيال'.

وأوضح عبد العاطي أن 'اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، في سبتمبر (أيلول المقبل)، خطوة شجاعة'، مشيرا إلى أن 'مصر تدرب المئات من الفلسطينيين لتولي الأمن في غزة'.

وقال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الإثنين الماضي، إن 'موقف مصر واضح بشأن رفض التهجير، الذي يحول دون إقامة دولة فلسطينية'، مشيرا إلى أن 'جهود مصر تركزت، خلال الشهور الماضية، على إدخال المساعدات إلى القطاع الذي يشهد أوضاعا مأساوية'.

جاء ذلك خلال كلمة ألقاها، حول تطورات الأوضاع في المنطقة، حسب الصفحة الرسمية للرئاسة المصرية على موقع 'إكس'.

وتتزامن كلمة السيسي مع دخول شاحنات المساعدات الإغاثية والإنسانية إلى معبر كرم أبوسالم تمهيدا لإيصالها للفلسطينيين في قطاع غزة.

وشدد السيسي على 'حرص مصر على المشاركة الإيجابية مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية، حتى يمكن إيقاف الحرب وإدخال المساعدات والإفراج عن الرهائن.'

ولفت الرئيس المصري إلى وجود حجم ضخم من شاحنات المساعدات المصرية، التي تستعد لدخول قطاع غزة، وأنه لا يوجد ما يعوق دخولها إلى القطاع، لكنه شدد على ضرورة أن يتم فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني.

ويعاني سكان قطاع غزة من مستويات غير مسبوقة من الجوع، حيث تحذر منظمات أممية من تفشي المجاعة وارتفاع أعداد الوفيات الناتجة عن سوء التغذية، خاصة بين الأطفال والمرضى وذوي الإعاقة.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حتى يوليو/ تموز الجاري، تسببت الحرب على غزة بمقتل أكثر من 59 ألف فلسطيني، إضافة إلى نحو 143 ألف مصاب، حسب بيانات وزارة الصحة في القطاع.