هلا أخبار – أعلنت المفوضية الأوروبية عن خطة استراتيجية لحشد استثمارات تصل إلى 200 مليار يورو لإنشاء مصانع ذكاء اصطناعي عملاقة، تضم كل منها نحو 100 ألف شريحة من الجيل الأحدث، بهدف دعم تطوير النماذج المتقدمة وتمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة من الوصول إلى قدرات حوسبة عالية الأداء.

وخلال مؤتمر صحفي عُقد يوم أمس الاثنين، أوضحت مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون التكنولوجيا، هينا فيركونن، أن الغالبية العظمى من الردود التي تلقتها المفوضية الأوروبية على دعوتها لتقديم مقترحات استثمارية جاءت من جهات أوروبية، على الرغم من فتح باب الشراكات أمام المستثمرين العالميين في إطار نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص.

ويأتي هذا الإعلان ضمن تحديث لخطة أطلقتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين في وقت سابق هذا العام، والرامية إلى تعبئة 200 مليار يورو من خلال صندوق الاستثمار في الذكاء الاصطناعي. ويُخصص نحو 20 مليار يورو من هذا المبلغ لبناء ما بين أربعة إلى خمسة مصانع عملاقة تُعدّ ضرورية لدعم البنية التحتية للحوسبة التعاونية وتطوير الذكاء الاصطناعي في أوروبا.

وأشارت فيركونن إلى أن المفوضية تلقت حتى الآن 76 تعبيرًا عن اهتمام من مستثمرين وشركات، تتضمن تعهدات تمويلية تتجاوز 230 مليار يورو. ووصفت حجم المقترحات بأنه 'هائل'، مع تأكيد أن هذه الأرقام لا تعني بالضرورة تحوّل كل الالتزامات إلى استثمارات فعلية، لكنها تعكس اهتمامًا كبيرًا يعزز من فرص التنفيذ.

من المقرر أن تبدأ المفوضية خلال الفترة المقبلة جولات مناقشة مع المستثمرين والدول الأعضاء تمهيدًا لإطلاق دعوة رسمية في وقت لاحق من العام، ضمن إطار التعهد الأوروبي المشترك للحوسبة عالية الأداء، وهي مبادرة أوروبية تشمل التعاون بين القطاعين العام والخاص لتسريع تطوير بنية تحتية حوسبية موثوقة وآمنة.

وكانت المفوضية قد أعلنت في وقت سابق عن خطط لبناء سبعة مصانع للذكاء الاصطناعي، إلا أن المصانع العملاقة الجديدة تُعد توسعًا نوعيًا، إذ تحتوي على أربعة أضعاف عدد الشرائح المستخدمة في النماذج السابقة. وستُمول هذه المصانع عبر مبادرة 'إنفست آي' (Invest AI) التي تستهدف تشكيل أكبر شراكة عالمية بين القطاعين العام والخاص لتطوير الذكاء الاصطناعي بطريقة آمنة وقابلة للمساءلة.

وسيُعتمد في التمويل الأولي على برامج أوروبية قائمة مثل 'أوروبا الرقمية' و**'هورايزون أوروبا'** و**'إنفست يو'**، مع إمكانية مساهمة الدول الأعضاء عبر صناديق التماسك المخصصة.

تأتي هذه الخطوة في ظل مساعي أوروبا للحاق بالولايات المتحدة، التي تسير بخطى متسارعة نحو السيطرة على سوق البنية التحتية للذكاء الاصطناعي. ففي وقت سابق من هذا العام، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مشروع استثماري ضخم بالتعاون مع شركات 'ستارغيت'، 'أوبن إيه آي'، 'أوراكل'، و'سوفت بنك'، لتأسيس كيان مستقل باستثمار فوري يبلغ 100 مليار دولار، يُتوقع أن يرتفع إلى 500 مليار دولار خلال أربع سنوات.

بهذه الخطوة، تسعى أوروبا إلى استعادة توازن القوى في السباق العالمي نحو تطوير الذكاء الاصطناعي، وتعزيز استقلالها الرقمي عبر بناء قدرات حوسبية سيادية ومتقدمة.