×



klyoum.com
egypt
مصر  ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
egypt
مصر  ١٢ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار مصر

»سياسة» صدى البلد»

د. أمل منصور تكتب: هي هكذا .. من يكتفي يختفي

صدى البلد
times

نشر بتاريخ:  الثلاثاء ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥ - ٢٢:٤٥

د. أمل منصور تكتب: هي هكذا .. من يكتفي يختفي

د. أمل منصور تكتب: هي هكذا .. من يكتفي يختفي

اخبار مصر

موقع كل يوم -

صدى البلد


نشر بتاريخ:  ٧ تشرين الأول ٢٠٢٥ 

في بدايات العلاقات، كل شيء يلمع. الكلمات تلمع، والاهتمام يلمع، وحتى الصمت يكون له بريق خاص. يفتح الرجل باب الحديث كما لو كان يفتح نافذة على ربيع جديد، وترد المرأة بابتسامة تفيض بدفء الاكتشاف. الرسائل تتسابق، والمواعيد تُحاك على عجل، وكأن الزمن يخشى أن يفوته هذا العرس الصغير للحضور المتبادل. إنها حلاوة البدايات التي تخدعنا جميعًا، حيث يظن القلب أن هذا الاندفاع هو القاعدة، وأن هذا الحضور الكثيف سيبقى إلى ما لا نهاية.

لكن ما إن تمضي الأيام حتى تبدأ الملامح في التغيّر. الرسائل تقلّ، الأصوات تخفت، والمواعيد تُؤجَّل بلا سبب. فجأة يتسلل الغياب كظلٍ طويل، لا يترك مبررًا ولا يطلب إذنًا. نتساءل: ماذا حدث؟ أكان كل ذلك الاندفاع مجرّد مرحلة؟ أكان الحضور مجرد عطش لحظي لا أكثر؟

الحقيقة القاسية أن كثيرين يدخلون العلاقات بشغف الاكتشاف لا بشغف الاستمرار. ينجذبون إلى ومضة البدايات أكثر مما ينجذبون إلى جوهر العلاقة. يحبون فكرة 'الوصل' لا عبء 'البقاء'. وفي اللحظة التي يشعرون فيها أنهم أخذوا ما يكفي من دفء الطرف الآخر—كلمة، نظرة، اعتراف—يتراجعون بلا ضجيج. فمن اكتفى، يختفي.

نحاول أن نبرر لهم: ربما مشغول، ربما مرهق، ربما غاضب. لكن لو كان صادقًا لبقي. ولو كان مشتاقًا لأتى. ولو كان غاضبًا لاشتكى. الغياب بلا تفسير ليس انشغالًا ولا كبرياء؛ إنه اكتفاء. إنه إعلان صامت بأن ما كان يثيره فيك لم يعد يثيره، وأن ما كان يبحث عنه قد وجده، أو ربما لم يعد يريده أصلًا.

الأصعب من الغياب نفسه هو ارتباك الأسئلة التي يتركها وراءه. المرأة—وأحيانًا الرجل—تظل تبحث في التفاصيل: هل قلت كلمة أزعجته؟ هل بالغت في إظهار مشاعري؟ هل كان ينتظر شيئًا ولم أمنحه إياه؟ لكن كل هذه الأسئلة ليست سوى فخاخ تلتهم طاقتنا. الحقيقة أبسط وأقسى: لم يختفِ لأنك قصّرت، بل لأنه اكتفى.

هؤلاء الذين ينسحبون بصمت يظنون أنهم ينجون من المواجهة، لكنهم في الواقع يتركون خلفهم جرحًا من نوع مختلف. جرح لا يصرخ لكنه يصدأ ببطء. جرح يجعل الطرف الباقي يراجع ذاته بلا نهاية، ويتعلم الدرس الأهم: أن الحضور الحقيقي لا يحتاج إلى تذكير، وأن من يريد البقاء يجد دائمًا طريقًا للبقاء.

ومن الإنصاف أن نعترف أن هذه الظاهرة ليست حكرًا على الرجال. هناك نساء يملن إلى لعبة الظهور والاختفاء، نساء يفتنهن وهج البداية أكثر مما يغريهن عمق الاستمرار. أحيانًا يكون الأمر مجرد إثبات للذات: أن بإمكانها أن تُعجب أحدهم، أن تُحدث في قلبه ارتباكًا، ثم تمضي. إنها لعبة أنانية يرتدي فيها كل طرف قناع 'العفوية' بينما يخفي داخله خوفًا من الالتزام، أو هروبًا من مواجهة حقيقية مع ذاته.

لكن ماذا عن الطرف الذي يبقى؟ كيف ينجو من مرارة الغياب؟ النجاة تبدأ بالوعي. أن تفهم أن الصدق لا يرحل، وأن الاشتياق لا يختبئ، وأن الحب الحقيقي لا يذوب عند أول ارتباك. أن تدرك أن الآخر ليس مرآة لقيمتك، وأن اختفاءه لا يعني أنك أقل جمالًا أو استحقاقًا. أحيانًا يكون الاختفاء هدية متخفية: يريحك من علاقة كانت ستتآكل ببطء، ويكشف لك مبكرًا أن من أمامك لا يملك شجاعة الاستمرار.

قد نتألم، نعم. قد نسهر ليلًا نعيد قراءة الرسائل القديمة ونفتش عن إشارات صغيرة لما سيأتي. لكن مع الوقت نكتشف أن ما ظنناه خسارة كان في الحقيقة مساحة جديدة لنكبر. نكتشف أن القلب الذي تعلم كيف يحتمل غياب الآخرين يصبح أكثر قدرة على اختيار من يستحق حضوره.

في النهاية، ليست كل البدايات وعدًا بالبقاء. بعضهم يمرّ كزائر عابر ليوقظ فينا شيئًا نائمًا ثم يرحل. وبعضهم يختفي لأن حضوره كان مجرد صدفة جميلة لا أكثر. وما يهمنا حقًا ليس من بقي لأيام، بل من يملك شجاعة أن يبقى لسنوات، رغم التعب، رغم الخلافات، رغم كل ما يجعل الاستمرار أصعب من الاكتفاء.

لذلك، حين يختفي أحدهم بعد حلاوة البدايات، لا تلهث خلف ظله. لا تتساءل عما فعلت أو لم تفعل. تذكّر فقط أن من يريدك لا يتوارى، ومن يحبك لا يختفي، ومن يكتفي… يختفي.

موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار مصر:

أخبار السيارات| 5 سيارات زيرو في السوق المصري تبدأ من 670 ألف جنيه.. نيسان تستعد لإطلاق النسخة المصغرة من باترول

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
7

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2172 days old | 1,154,537 Egypt News Articles | 16,598 Articles in Oct 2025 | 253 Articles Today | from 23 News Sources ~~ last update: 5 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


لايف ستايل