أكد الدكتور حسام عبدالوهاب، استشاري الصحة النفسية، أن الإدمان لا يجب أن يُنظر إليه باعتباره سلوكًا إجراميًا، بل كأحد مظاهر الأمراض النفسية المزمنة التي تنشأ نتيجة عوامل متعددة تتداخل فيها الوراثة مع البيئة والضغوط الاجتماعية والأسرية.

وأوضح عبدالوهاب، خلال مشاركته في برنامج 'خط أحمر' الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن المدمن غالبًا ما يكون ضحية لتراكمات نفسية، أبرزها الفراغ العاطفي، والخوف، والإهمال الأسري، والكبت المزمن، مشددًا على أن السلوك الإدماني هو الحلقة الأخيرة في سلسلة طويلة من الألم النفسي المكبوت.

وأشار إلى أن 'ما يُنظر إليه كمجرد تصرف شاذ أو جريمة، هو في الحقيقة نهاية مؤلمة لمسار بدأ بتشوهات في التفكير والشعور، وانتهى بسلوك مدمر'، مضيفًا: 'لماذا لا نُطلق صفة الجُرم على مريض السكري أو الضغط؟ بينما نُجرم من وقع فريسة للإدمان؟'

ولفت إلى أن بعض الأشخاص، رغم تعرضهم لنفس الظروف الضاغطة، لا يصلون إلى مرحلة الإدمان، والسبب يعود إلى اختلاف الاستعداد الوراثي والاستجابة النفسية، كما يحدث في الأمراض المزمنة الجسدية.

وتابع: 'المدمن يبحث عن شعور بالأمان، عن مخرج من الألم، ويستخدم المخدرات أو السلوكيات القهرية كوسيلة هروب من واقع لا يتحمله والحل لا يكون بإدانته، بل بفهم أعمق للأسباب ومعالجة الجذور'.

ودعا إلى ضرورة التعامل مع المدمن كحالة إنسانية تحتاج دعمًا نفسيًا ومجتمعيًا، مؤكدًا أن البداية الحقيقية لحل أزمة الإدمان تبدأ من تغيير نظرة المجتمع له، ورفع الوصمة عنه، وتوفير بيئة علاجية قائمة على الفهم لا الإدانة.