اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٠ تموز ٢٠٢٥
سجّل باحثو جامعة جونز هوبكنز الأميركية إنجازًا طبيًا غير مسبوق، بعدما أجرى روبوت جراحي عملية استئصال مرارة دون أي تدخل بشري مباشر، محققًا نسبة نجاح بلغت 100%، في ما يمثل تحولًا جذريًا في مستقبل الجراحة.
الروبوت، الذي يحمل اسم SRT-H (الروبوت الجراحي المتحول – الهرمي)، تم تدريبه باستخدام مقاطع فيديو واقعية لعمليات جراحية أجراها أطباء محترفون. وبتقنية قائمة على التعلم الآلي المستند إلى تقليد الأداء البشري، تمكّن الروبوت من تنفيذ العملية بالكامل بناء على أوامر صوتية فقط من الفريق الطبي، من دون تدخل ميكانيكي مباشر.
استجابة ذكية في الوقت الفعلي
بعكس النماذج السابقة التي كانت تعتمد على خرائط مبرمجة مسبقًا، تميز هذا الروبوت بقدرته على التفاعل اللحظي مع المتغيرات داخل بيئة الجراحة، كالتغيرات في شكل الأنسجة أو مواقع الأوعية الدموية. وقد استجاب بمرونة وذكاء لأي طارئ، مبرهنًا على أنه لا ينفذ التعليمات فقط، بل يفهم سير العمليات الجراحية ويتكيف معها.
وأفاد الباحثون أن الروبوت أجرى العملية على نماذج بشرية واقعية (غير حية)، بمحاكاة دقيقة للأنسجة البشرية، ونجح في تنفيذ 17 خطوة متتابعة، تضمنت تحديد القنوات والشرايين، وتثبيت المشابك، ثم القطع بالمقص الجراحي بدقة فائقة.
تطوير مستمر… نحو جراح آلي مستقل
قال البروفسور أزويل كريغر، المتخصص في الروبوتات الطبية، إن هذا التقدم 'ينقلنا من روبوتات تنفذ مهامًا جراحية محددة إلى روبوتات تفهم كامل الإجراءات الجراحية'، مضيفًا أن 'التحدي الأكبر كان دائمًا هو العمل في بيئات طبية غير مثالية، والروبوت الآن يثبت قدرته على ذلك'.
ورغم أن SRT-H استغرق وقتًا أطول من الجراحين البشر لأداء العملية، إلا أن النتائج جاءت مماثلة لجودة الأداء البشري. ويأمل الفريق البحثي أن تبدأ التجارب السريرية البشرية خلال العقد الحالي، بعد توسعة قدراته لتشمل عمليات جراحية متنوعة.
ويعتمد الروبوت على نفس البنية المعمارية للتعلم الآلي التي يستخدمها نموذج ChatGPT، مما يمكّنه من تلقي الأوامر الصوتية من الكادر الطبي ومواصلة التعلم أثناء الأداء، على غرار المتدربين من الأطباء المقيمين.
قفزات متتالية في الروبوتات الجراحية
ويُعد هذا التقدم امتدادًا لسلسلة من الإنجازات التي قادتها جامعة جونز هوبكنز. ففي عام 2022، نفّذ روبوت 'STAR' أول عملية جراحية آلية مستقلة على حيوان حي، غير أن ذلك النموذج تطلّب إشرافًا بشريًا مكثفًا. أما اليوم، فالروبوت SRT-H أثبت قدرته على الاستقلالية الحقيقية دون الحاجة إلى 'خرائط' موجهة أو تحكم مباشر.
ويشير الباحثون إلى أن الخطوة التالية تتضمن تدريب الروبوت على عمليات متنوعة، ما يمهد الطريق لجراح آلي يمكنه العمل دون إشراف بشري، في المستقبل القريب.
قال الباحث جي وونغ كيم، المؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة Science Robotics: 'كان من الصعب تصور أن الذكاء الاصطناعي سيكون يومًا ما موثوقًا بما يكفي لإجراء عمليات جراحية، لكننا اليوم نثبت أنه أصبح ممكنًا وواقعيًا'.