السوسنة - أثار الرئيس الأميركي دونالد ترامب موجة جديدة من الجدل بعد نشره مقطع فيديو قصير عبر منصته 'تروث سوشيال'، ظهر فيه وكأنه يعد الأميركيين بتقنية خيالية تُعرف باسم 'الأسرّة الطبية الإعجازية'، التي يُزعم أنها قادرة على شفاء جميع الأمراض.

ورغم حذف الفيديو بعد ساعات، إلا أن انتشاره الواسع أعاد إلى الواجهة واحدة من أكثر نظريات المؤامرة غرابة المرتبطة باسم ترامب وأنصاره.

الفيديو الذي لم يتجاوز 42 ثانية بدا وكأنه مقتطف من برنامج 'ماي فيو مع لارا ترامب' على شبكة فوكس نيوز، وظهر فيه ترامب وهو يقول: 'سيحصل كل أميركي قريبًا على بطاقة الأسرّة الطبية الخاصة به'، مشيرًا إلى أن هذه المنشآت ستكون آمنة وحديثة ومصممة لإعادة كل مواطن إلى كامل صحته وقوته، واصفًا ذلك ببداية حقبة جديدة في الرعاية الصحية الأميركية.

وقد تداول ناشطون ومروجو نظريات المؤامرة المقطع على نطاق واسع، خصوصًا المرتبطين بحركة 'كيو أنون'، معتبرين الفيديو 'إشارة' إلى قرب كشف هذه التقنية.

وعلّقت بعض الحسابات بعبارات مثل 'الحقبة الجديدة بدأت'، ما ساهم في زيادة انتشاره وتكريس المبالغات المحيطة به.

لكن فريق 'الجزيرة تفنيد' أجرى تدقيقًا شاملاً للمقطع، ليتبين أنه مفبرك باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث لا تتطابق حركة شفاه ترامب مع الكلمات المنطوقة، وتظهر فواصل زمنية غير منسجمة بين حركة الفم والصوت، وهي علامة شائعة في المقاطع المفبركة.

كما أظهرت تحليلات باستخدام أدوات كشف التزييف العميق أن المقطع تم توليده رقمياً عبر تقنيات 'توليد الصوت والصورة'، فيما أكدت شبكة فوكس نيوز أن الفيديو لم يُبث عبر أي من منصاتها، وأن البرنامج المشار إليه لم يتناول هذا الموضوع مطلقًا.

وتعود نظرية 'الأسرّة الطبية' إلى دوائر حركة 'كيو أنون'، التي تزعم أن الجيش الأميركي يمتلك أجهزة متطورة قادرة على علاج أمراض مزمنة مثل الربو والسرطان، وإعادة نمو الأطراف المبتورة، وتروج لفكرة أن 'المليارديرات الليبراليين' يحجبون هذه التكنولوجيا عن العامة، وأنها لن تُكشف إلا بعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض.

ورغم وضوح الطابع المفبرك للفيديو، فقد احتفى به كثير من أنصار ترامب بوصفه 'إشارة مشفرة'، واعتبر بعضهم أن حذف الفيديو بسرعة يثبت فرضية 'حرب المعلومات-الجيل الخامس'، التي تقوم على فكرة أن الساسة يرسلون رسائل سرية لا يفهمها إلا 'المتيقظون'