اخبار الكويت
موقع كل يوم -جريدة القبس الإلكتروني
نشر بتاريخ: ٢٣ تموز ٢٠٢٥
وليد منصور -
أظهر تقرير حديث لوكالة S&P Global Ratings أن شركات الاتصالات في دول الخليج تواصل تحقيق أداء مالي قوي، مستفيدة من هوامش ربحية مرتفعة وتدفقات نقدية قوية، في وقت تتجه فيه هذه الشركات بشكل متزايد نحو التوسع الجغرافي والتقني لمواجهة تشبع أسواقها المحلية.
وأشار التقرير إلى أن شركات إماراتية وسعودية قامت خلال العامين الماضيين بسلسلة من الاستحواذات والاستثمارات الخارجية، مستغلة قوتها المالية في دخول أسواق أوروبية مستقرة.
وأضاف: «مع وصول نسبة انتشار الهواتف المحمولة في الأسواق الخليجية إلى أكثر من %100، باتت شركات الاتصالات تواجه تباطؤاً في النمو المحلي، مما يدفعها للبحث عن مصادر دخل جديدة تشمل خدمات الحوسبة السحابية، الأمن السيبراني، مراكز البيانات، وإنترنت الأشياء، إضافة إلى خدمات مالية رقمية مثل المحافظ الإلكترونية والبنوك المرخصة رقمياً».
وبيَّنت الوكالة أن هذا التحول نحو النشاطات غير التقليدية قد يؤدي إلى ضغوط على الهوامش التشغيلية. وتتوقع الوكالة أن تنخفض هوامش الأرباح قبل الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك بنحو 100 إلى 300 نقطة أساس خلال السنوات الثلاث المقبلة، تبعاً لحجم الإيرادات من الأنشطة غير الأساسية.
التوجّه نحو الرقمنة
ولفت التقرير إلى أن الدفع الحكومي نحو الرقمنة في دول الخليج، مع فرض قوانين توطين البيانات وزيادة اعتماد الحوسبة السحابية، قد يدعم النمو في القطاعات الرقمية، مما يخلق فرصاً جديدة لشركات الاتصالات، خصوصاً في مجالات التجارة الإلكترونية، التكنولوجيا المالية، الألعاب، والبث الرقمي.
ومع ذلك، حذرت الوكالة من مخاطر بيئية تنافسية متغيّرة، حيث لا تحظى الأنشطة التقنية الجديدة بالدعم التنظيمي نفسه، الذي تلقاه خدمات الاتصالات التقليدية. كما أن التقلبات في أسعار صرف العملات في أسواق مثل مصر وباكستان وأفريقيا قد تؤثر سلباً في النمو المجمع للشركات، رغم أن توسعها في أوروبا يوفر تحوطاً جزئياً.
واختتم التقرير بأن التأثير الائتماني لزيادة مساهمة الأنشطة غير الأساسية على شركات الاتصالات المصنفة ائتمانياً في الخليج سيبقى محدوداً خلال العامين إلى الأعوام الثلاثة المقبلة، لكنه قد يصبح أكثر أهمية على المدى الطويل مع تغيّر تركيبة الأعمال وتزايد المنافسة.