في إطار جهودها المتواصلة لاجتثاث آفة المخدرات التي باتت تهدد نسيج المجتمع وصحته العامة، تمكنت الإدارة العامة لمكافحة المخدرات التابعة لقوات الحزام الأمني، من إلقاء القبض على أحد أخطر وأبرز مروّجي المواد المخدرة في العاصمة عدن، وذلك بعد عملية رصد ومتابعة دقيقة نُفّذت في مديرية المنصورة.

وأفاد المقدم مياس الجعدني، مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات، بأن العملية النوعية أسفرت عن توقيف المدعو (ع.ج.ع.أ)، الذي يُعد من أبرز الوجوه المعروفة في سوق تجارة المخدرات، داخل إحدى غرف فندق بمديرية المنصورة، حيث تم العثور بحوزته على كمية كبيرة من المواد المخدرة، تقدر بحوالي كيلو ونصف الكيلوغرام من مادة الحشيش المخدرة، بالإضافة إلى ميزان إلكتروني يستخدم في وزن المخدرات، ومبالغ مالية بلغت 2400 ريال سعودي، وأكثر من مليون وثلاثمائة ألف ريال يمني، يُشتبه بأنها ناتجة عن عمليات بيع سابقة للمخدرات.

وأكد الجعدني أن هذه العملية جاءت تنفيذًا للتوجيهات الصارمة التي أطلقها اللواء عبد الرحمن المحرمي، عضو المجلس الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، ضمن الحملة الشاملة التي تستهدف اجتثاث هذه الآفة الخطيرة من جذورها، وبإشراف مباشر من القائد العام لقوات الحزام الأمني، العميد محسن الوالي، الذي أولى ملف مكافحة المخدرات اهتمامًا بالغًا ضمن استراتيجية أمنية شاملة.

وأشار الجعدني إلى أن هذه النجاحات تأتي في سياق الجهود المستمرة والمتصاعدة التي تبذلها الأجهزة الأمنية للقضاء على شبكات ترويج المخدرات والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث بأمن وصحة المواطنين، مشددًا على أن 'لا تهاون مع أي متورط في هذا الملف الخطير'، وأن الجهات المختصة لن تتوانى عن تنفيذ المهام الموكلة إليها بكل قوة وحزم.

وفي رسالة تحذيرية موجهة إلى المجتمع، دعا الجعدني أولياء الأمور إلى التحلي بالوعي واليقظة، ومراقبة سلوك أبنائهم ومحيطهم الاجتماعي، والإبلاغ الفوري عن أي نشاط مشبوه قد يكون له علاقة بتجارة أو تعاطي المخدرات، لا سيما استخدام المنازل كمخابئ لتخزين أو ترويج المواد المخدرة، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية ماضية في تنفيذ مهامها بعد استيفاء كافة الإجراءات القانونية، ولن تتردد في القيام بالمداهمات والتحريات اللازمة لحماية المجتمع من هذه السموم المدمرة.

واختتم الجعدني تصريحه بالإشارة إلى أن الإجراءات القانونية بحق المتهم المقبوض عليه ما زالت جارية، وسيتم استكمال محاضر الضبط وإعداد ملف القضية بشكل كامل، ومن ثم تحويله إلى النيابة المختصة لاستكمال التحقيقات معه، تمهيدًا لتقديمه إلى القضاء لينال الجزاء الرادع الذي يستحقه وفقًا للقانون.

ويأتي هذا النجاح الأمني النوعي لتؤكد مرة أخرى قدرة قوات الحزام الأمني، وتحديداً إدارة مكافحة المخدرات، على التعامل بفعالية مع التحديات الأمنية الكبرى التي تواجه المجتمع، وفي مقدمتها ظاهرة المخدرات التي باتت تهدد مستقبل الشباب وتؤثر سلبًا على الاستقرار المجتمعي.