اتهمت مصادر نقابية، قيادة نقابية جديدة بالسيطرة على مقر الاتحاد العام للنقابات العمالية في مديرية المعلا بالعاصمة عدن، وإقدامها على إحراق الأرشيف التاريخي للاتحاد، في واقعة وُصفت بأنها 'صادمة' وغير مسبوقة في تاريخ الحركة العمالية الجنوبية.

وبحسب ما أفادت به تلك المصادر لـ'الأيام'، فإن عملية السيطرة على مقر الاتحاد جرت وسط غموض بشأن شرعيتها، وما إذا كانت قد تمت عبر انتخابات داخلية أم بوسائل أخرى، مشيرة إلى أن القيادات الجديدة أقدمت خلال الأيام الماضية على إحراق كامل الأرشيف النقابي، الذي يعود إلى عام 1956، ويشمل وثائق نادرة تؤرخ لمسيرة العمل النقابي في الجنوب قبل الاستقلال وبعده، وحتى ما بعد وحدة 1990.

وأكدت المصادر أن هذا الأرشيف ظل محفوظًا لدى جميع القيادات المتعاقبة رغم التحولات السياسية الكبرى، ولم تُمس محتوياته التي تمثل جزءًا أصيلًا من ذاكرة الحركة العمالية ونضالاتها.

وتساءلت المصادرعن 'الدوافع الحقيقية وراء هذا الفعل'، معتبرة أن ما جرى 'لا يمكن فصله عن محاولات ممنهجة لطمس التاريخ النقابي الجنوبي، وربما ضمن مخطط أوسع يستهدف الهوية الجنوبية ومؤسساتها المدنية'.

كما شددت المصادر على أن 'الجهات التي نفذت عملية الإحراق لا تملك أي تفويض أو مشروعية للعبث بهذا الإرث'، داعية الجهات المختصة إلى فتح تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن ما وصفته بـ'تدمير ذاكرة الحركة النقابية العمالية في عدن والجنوب'.