السوسنة - صعّد وزير التجارة الأميركي، هوارد لوتنيك، الخميس، من لهجة التهديد تجاه تطبيق 'تيك توك' الشهير، ملوّحًا بإغلاقه نهائيًا في الولايات المتحدة ما لم توافق الصين على صفقة تقضي ببيع عملياته داخل البلاد لمستثمرين أميركيين.

وقال لوتنيك، في مقابلة مع شبكة 'سي إن بي سي'، إن 'الولايات المتحدة يجب أن تملك السيطرة الكاملة على الخوارزمية التي تدير التطبيق'، مؤكداً أن ملكية التكنولوجيا والتحكم بها يجب أن تكون أميركية بالأساس، مع إمكانية احتفاظ شركة 'بايت دانس' الصينية المالكة لـ'تيك توك' بحصة صغيرة فقط.

ويستخدم التطبيق نحو 170 مليون أميركي، ما يجعله في صلب الجدل السياسي والتجاري الدائر بين واشنطن وبكين حول الأمن القومي والبيانات.

ويأتي تصريح الوزير بعد أن مدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الشهر الماضي، المهلة الممنوحة لبايت دانس لبيع عمليات 'تيك توك' في الولايات المتحدة، حتى 17 سبتمبر المقبل، على الرغم من قانون صدر في 2024 يُلزم ببيع أو إغلاق التطبيق بحلول 19 يناير، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق.

وأشار لوتنيك إلى أن 'القرارات ستصدر قريبًا'، مضيفًا: 'إذا وافقت الصين على الصفقة، ستُنفذ. وإن لم توافق، فسيُغلق تيك توك في الولايات المتحدة'.

وكانت صفقة محتملة لفصل عمليات 'تيك توك' الأميركية وتأسيس شركة جديدة مملوكة بأغلبية أميركية قيد الإعداد في وقت سابق من هذا العام، لكنها توقفت إثر رفض صيني محتمل بعد تصعيد واشنطن للإجراءات الجمركية ضد بكين.

من جهتها، أرسلت المدعية العامة بام بوندي رسائل إلى شركات مثل 'أبل' و'غوغل' وغيرها من مزودي خدمات استضافة التطبيقات، تطلب فيها الاستعداد لأي إجراء قانوني محتمل ضد 'تيك توك'. إلا أن وزارة العدل الأميركية أوضحت لاحقًا أنها لن تلاحق هذه الشركات قانونيًا بشأن أي انتهاكات محتملة.

في المقابل، أعرب بعض المشرعين الديمقراطيين عن شكوكهم في مشروعية تمديد ترامب للمهلة القانونية، معتبرين أن الصفقة الحالية قد لا تلبي المعايير القانونية المنصوص عليها.

يُذكر أن هذه الأزمة تمثل واحدة من أبرز محاور التوتر التكنولوجي والاقتصادي بين واشنطن وبكين، وتُسلّط الضوء على تصاعد الرقابة الأميركية على التطبيقات الأجنبية التي تُعتبر مصدرًا محتملاً لتهديدات أمنية.