غزة قهرت مخططات التهجير.. وحقّ لها أن تفخر بدماء أبنائها الزكية

وهذا فخر و امتياز وطني يسجل لهم، والغزاويون بعد جروحهم العميقة وتضحياتهم وبسالتهم التي لا مثيل لها يستحقون الامن والتضامن واعادة الأعمار.

كتب طاهر العدوان *

أكثر ما يؤلمك بين كل ما تسمعه من تفوهات حول وقف إطلاق النار في غزة هي عبارات المديح لترامب وما يسمى بنجاحه في ارغام المجرم نتنياهو على قبول الصفقة! تمهّلوا ولا تنسوا بأن حرب الابادة التي استمرت (15) شهرا فقتلت (50) ألف فلسطيني بينهم عشرات الالاف من الاطفال والنساء وجرحت أكثر من (100) ألف ما كانت لتكون بهذه الوحشية والدمار وطول الفترة، لولا جسر الإمداد بأسلحة الدمار والابادة الذي أقامه البيت الأبيض والكونغرس لتل أبيب بقيمة معلنة تصل إلى (30) مليارا. حرب الابادة هذه هويتها (أمريكية صهيونية) بامتياز ولهذا استقبل المجرم نتنياهو بالتصفيق وقوفا من قبل عصبة الكونغرس الصهيونية. ولهذا لم ينجح مجلس الامن بوقف الابادة بسبب الفيتو الأمريكي..

لا تأملوا خيرا من رئاسة ترامب، فهو وما من أحد غيره رفع الأعمدة الصلبة لحكم نتنياهو وعصابة اليمين الحاكمة في تل أبيب، عندما وقُع لهم (في رئاسته الاولى) على ضم القدس والجولان للكيان الصهيوني ودفع دولا عربية عديدة بالقوة للاعتراف والتطبيع. فضخّ بذلك دماء الهوس والعجرفة والعنصرية وعشق الحروب في حكومة نتنياهو، غفير، سموتيرش وباقي زمرة القتلة المنحطين.

اما بايدن الخَرِف فقصة أخرى، بل ألف قصة أخرى من الكذب والمراوغة والخداع، وآخر ما تفوّه به روايته لما جرى من حديث بينه وبين المجرم نتنياهو، ليبرر به عدم ممارسه ضغط حقيقي لوقف القتل الجماعي للفسطينيين، فيذكر بايدن أنه استسلم لمنطق نتنياهو عندما قارن بين حربه على غزة وبين قصف الامريكيين لبرلين في الحرب العالمية الثانية وقصفهم لهيروشيما في اليابان!!.

يا إلهي! كيف لرئيس دولة هي الاعظم في العالم وهي تزعم بأنها رئيسة العالم الحر وبها مقر الأمم المتحدة وميثاقها ان يقبل مقارنة شعب فلسطيني محاصر تحت الاحتلال بالقوى النازية والفاشية في الحرب العالمية الثانية التي بدأت تلك الحرب !!؟؟

رئيس الدولة الاعظم يقبل بمزاعم نتنياهو متناسيا ان الجيش الصهيوني في غزة والضفة القدس هو جيش احتلال وفق جميع قرارات الأمم المتحدة وميثاقها وقرارات مجلس الأمن الجديدة ومنها قرار (242). اما ما قامت به حماس في 7 اكتوبر فهي مقاومة اقرتها جميع مواثيق الأمم المتحدة وجستها تحارب الأمم جميعا بما فيها الدول الغربية .

اي مستقبل لهذا العالم في ظل رؤساء دولة عظمى تسمى امريكا ،ركبهم الشيطان الصهيوني، فلا يُصغعون ولا يُبصرون الا الى ما تقدمه لهم الصهيونية العنصرية القبيحة؟. لقد كشفت غزة فيما كشفت بطوفانها العظيم صدق المقولة العالمية التي رددها من قبل الزعيم الفيتنامي هوشي منه (بأن كل شر في هذا العالم المسؤولة عنه امريكا ) .

أمام طبيعة هذا الشر الأممي يحق لغزة ولغزة فقط ان تفتخر بالدماء الزكية وبالعذابات والصبر المقدس والبطولات التي سجلها الغزاويون والتي لم تسجل من قبل في تاريخ اي أمة من الأمم .لقد عرًت أكاذيب الغرب وعالمه الحر والانساني المزيف .

غزة أرض الشهداء صانعة طوفان الاقصى وصانعة الصمود العظيم صاغت بتضحياتها العظيمة صورة جديدة لنضال شعبها الفلسطيني صورة جديدة لفلسطين الحرة التي اصبحت حريتها هدفا عالميا و على لسان كل امم الارض .غزة قهرت فيما قهرت بصمودها العظيم هدف (التهجير) الذي هو جوهر الاستعمار الصهيوني ومعنى نجاحه او فشله بالاستمرار والوجود وهذا فخر لهم في سجلهم الوطني. غزة حطمت هذا الهدف،الذي كان معدا سلفاً للضفة والقدس منذ تشكيل الحكومة الحالية للمجرم نتنياهو .

لقد تحطم هذا الهدف في جباليا وبيت حانون و شمال غزة ومن قبل في رفح وخانيونس على يد ابطال المقاومه وصمود كل فرد فيه.

رحم الله أفواج الشهداء والشفاء لالاف الجرحى ،تحية لكل غزاوي ،رجلا وامرأة وطفلا .تضحياتكم هي من ستنير الطريق الذي لا يزال طويلا من أجل فلسطين الحرة بعاصمتها القدس بلد الاقصى المبارك معراج النبي ..القدس التي وصفها الناصر صلاح الدين بأنها (درة خاتم الإسلام ) .

غزة بعد جروحها العميقة في هذه الحرب تستحق الأمن واعادة الأعمار وعاشت فلسطين حرة عربية .

* الكاتب وزير إعلام أسبق