مباشر- بعد شهرين من دفع العقوبات شركة التكرير الهندية نايارا إنرجي المحدودة إلى الأزمة، مما أدى إلى تقلب التجارة وإجبار مسؤوليها التنفيذيين الأوروبيين على الخروج المفاجئ، بدأت عمليات الشركة ومبيعاتها في التعافي، وذلك بفضل الدعم الحكومي والحلول البديلة.

تعمل شركة التكرير - المملوكة جزئيًا لشركة روسنفت الروسية ، والتي تُعتبر بلا شك أبرز شركة هندية تتأثر بعقوبات شاملة - حاليًا مع بنوك، منها بنك الدولة الهندي، لتسهيل المدفوعات بالعملة المحلية، وفقًا لمصادر مطلعة. وطلبت المصادر عدم الكشف عن هويتها نظرًا لحساسية الأمر. وكان بنك يو سي أو الهندي قد حصل بالفعل على موافقة حكومية للعمل مع نايارا في وقت سابق من هذا الشهر، ومن المتوقع أن يتولى إدارة المعاملات الخارجية.

تعود العمليات أيضًا إلى طبيعتها، مما يسمح للشركة بتجاوز التزاماتها المحلية - توريد أكثر من 6500 منفذ وقود - وإعادة تأسيس شبكة تصدير بمساعدة مخازن عائمة وأسطول من السفن يضم سفنًا خاضعة للعقوبات، وفقًا لبيانات تتبع السفن التي جمعتها بلومبرغ. وقد زادت شركة معالجة نفط حكومية واحدة على الأقل، وهي شركة هندوستان بتروليوم ، مشترياتها من منتجات نايارا، وفقًا لمسؤول حكومي طلب عدم الكشف عن هويته لمناقشة معلومات خاصة.

أفاد أحد الأشخاص المعنيين مباشرةً بالأمر أن المصفاة تعمل بـ 75% من طاقتها الإنتاجية، وأن هذه النسبة في ازدياد. وأضاف المصدر أن مصفاة فادينار، التي كانت تعتمد سابقًا على مجموعة من أنواع النفط السعودي والعراقي والروسي، تعمل الآن بشكل رئيسي على خام الأورال الروسي، إلى جانب كميات صغيرة من الخام الهندي.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة نايارا براساد بانيكر في مؤتمر للطاقة في نيودلهي في وقت سابق من هذا الشهر: 'قطاع التكرير في الهند لديه المرونة اللازمة لضمان أنه مهما حدث في الساحة الجيوسياسية، فإننا سنستمر في العمل بأكثر من 100% من طاقتنا'.

فاجأ إعلان الاتحاد الأوروبي في يوليو/تموز عن عقوبات على شركة نايارا، والذي أصدرته مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، عبر منصة التواصل الاجتماعي 'إكس' ، الشركة. فقد قلب هذا الإعلان إدارة الشركة رأسًا على عقب، وجمّد حتى البرامج الأساسية المعتمدة على مزودي خدمات غربيين مثل مايكروسوفت.

استقال العديد من أعضاء مجلس الإدارة الأحد عشر على الفور، بمن فيهم الرئيس التنفيذي أليساندرو ديس دوريديس ، وآخرون من مواطني الاتحاد الأوروبي. وتفاقمت الأزمة مع إنهاء شركات تزويد السفن، مثل شركة غريت إيسترن شيبينغ، عقودها بعد سحب نوادي التأمين على الحماية والتعويض المدعومة من الاتحاد الأوروبي تغطيتها. وفاقمت البنوك من حدة الاضطرابات.

وحتى بعد الاجتماع مع المسؤولين التنفيذيين، فإن المقرضين الكبار الذين لديهم تعرض خارجي مثل بنك الدولة الهندي يدعمون المدفوعات المحلية فقط، بالروبية الهندية، حسبما قال الأشخاص.

من المقرر أن تُصدّر مصفاة النفط ما يقرب من 2.2 مليون برميل من المنتجات في سبتمبر، أي أقل من نصف الكمية المباعة في نفس الفترة من العام الماضي عندما كانت الصادرات الغربية لا تزال مفتوحة، وفقًا لبيانات جمعتها شركة كبلر. أكثر من نصف الكمية التي تم تحميلها بالفعل هذا الشهر في ميناء فادينار الغربي مُعطّلة، أو مُشاركة في عمليات نقل من سفينة إلى أخرى بالقرب من صحار قبالة سواحل عُمان.

يتم إرسال بعض منتجات نايارا النفطية إلى التخزين في ناقلات بحرية. وتشير بيانات تتبع السفن إلى أن ما لا يقل عن أربع ناقلات عائمة في نقطة نقل بين السفن قبالة ميناء صحار استقبلت ما يقرب من 130 ألف طن منذ أواخر أغسطس.

كانت إحدى سفن التخزين العائمة، وو تاي ، أول من استقبل شحنة نايارا. وكانت تُدار سابقًا من قِبل شركة جاتيك لإدارة السفن، وهي شركة مقرها مومباي، برزت بامتلاكها مجموعة كبيرة من ناقلات النفط بعد أن بدأت روسيا في بناء أسطولها الخفي عقب غزوها لأوكرانيا عام ٢٠٢٢.