—

*بسم الله الرحمن الرحيم*

الإخوة في قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي،

يا أبناء الجنوب الأحرار،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

من منطلق مسؤوليتي الوطنية، ومن موقعي كمناضل عايش تضحيات هذا الشعب العظيم، أجدني اليوم مُلزَمًا برفع الصوت عاليًا، تعبيرًا عن نبض الشارع الجنوبي، الذي لم يعد يحتمل الصمت أو الانتظار.

إن الوضع الاقتصادي الذي تعيشه محافظاتنا الجنوبية بلغ مرحلة خطرة تُنذر بكارثة معيشية وإنسانية، وسط غياب أي معالجات واقعية ملموسة، تُخفف من معاناة المواطن الجنوبي الذي يدفع الثمن من لقمة عيشه، ومن كرامته، ومن مستقبله.

أننا نتابع جميعًا البيانات الصادرة، والاجتماعات المنعقدة، ولكننا للأسف لم نلمس في الواقع سوى وعود تتكرر، وخطابات لا تُشبع جائعًا ولا تُضيء بيتًا بلا كهرباء. والشعب الجنوبي، الذي دفع دماء أبنائه في سبيل حريته وكرامته، لا يستحق أن يُخدّر بجرعات إعلامية مؤقتة هدفها امتصاص الغضب لا أكثر.

الى قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي ننتظر منكم، ومن دون تأخير، _إجراءات جادة وقرارات مصيرية تُلامس هموم الناس_ ، وتُترجم إلى أفعال على الأرض: تحسين الخدمات، ضبط الأسواق، رفع المعاناة عن الموظف والعامل والعسكري، ومكاشفة حقيقية حول أين وصل مشروعنا الوطني، وأين نقف نحن كشعب من وعود التحرير والتنمية.

إن شعب الجنوب لا يُهدد، ولا يبتز، لكنه أيضًا لا يُخدع ولا يصمت إلى الأبد. والتاريخ لا يرحم من تخاذل، ولا من وضع مصالحه فوق مصلحة الوطن.

ختامًا، أقولها بصدق: الفرصة لا تزال أمامكم لتصحيح المسار، ولكنها لن تبقى مفتوحة إلى ما لا نهاية. فإما أن تكونوا على قدر المسؤولية، أو أنكم تخسرون ما تبقّى من ثقة هذا الشعب الصابر.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

*أخوكم / المناضل عوض الحني*