أكدت مجلة ناشيونال انترست الأمريكية أن الهزيمة الأمريكية أمام اليمن تظهر تلاشي الامبراطورية الأمريكية لصالح نظام إقليمي. 

ترجمة خاصة- الخبر اليمني:

وقال تحليل نشرته المجلة بعنوان 'طلقة الحوثيين الأخيرة على دونالد ترامب' وأعدها محررها لشؤون الأمن القومي براندون ويشرت إن الولايات المتحدة تعرضت لهزيمة في الشرق الأوسط وتعرضت للإذلال فبعد الاتفاق الجديد الذي أبرمه الرئيس دونالد ترامب خلال جولته الشرق أوسطية، قرر الحوثيون إذلال الأمريكيين بضربة أخيرة.

وبحسب التقرير 'بينما كان الرئيس ترامب يزور العائلة المالكة السعودية وسط احتفالات صاخبة، أطلق الحوثيون صاروخًا بعيد المدى من معقلهم الجبلي في سفوح اليمن المجاورة. وشوهد الصاروخ، الذي صوّره مشاهدون في السعودية ونُشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهو يحلق فوق البلاد في طريقه إلى إسرائيل البعيدة، وفي الوقت نفسه، دخلت إسرائيل بأكملها في حالة تأهب، حيث كان الجميع هناك ينتظرون بفارغ الصبر لمعرفة إلى أين يتجه الصاروخ الحوثي.

ويلفت التقرير إلى أن إدارة ترامب اعترفت في الآونة الأخيرة بأن الحوثيين – المعروفين رسميًا باسم 'أنصار الله' – هزموا البحرية الأمريكية بشكل فعال في صراع استمر لسنوات عديدة من أجل السيطرة على الممرات المائية الاستراتيجية الرئيسية في البحر الأحمر وباب المندب.

ولفت التقرير إلى فاعلية العمليات العسكرية اليمنية مشيرا إلى أنه خلال العام الماضي، كادت حاملات الطائرات الأمريكية العاملة ضمن مدى صواريخ الحوثيين أن تتعرض لأضرار بالغة، وفي الشهر الماضي وحده، كادت حاملة الطائرات الأمريكية هاري إس ترومان أن تُصاب مرتين، مما أجبرها على المناورة بشكل جذري بعيدًا عن مسار صواريخ الحوثيين القادمة، وتسبب ذلك في فقدان طائرتين من طراز F /A-18E/F سوبر هورنت. ثم تواترت أنباء عن اضطرار طائرة F-35 لايتنينج 2 المتطورة إلى الإفلات بسرعة من صواريخ الحوثيين القادمة في نفس الوقت تقريبًا، لتنجو بأعجوبة من أن تُصبح أول طائرة F-35 تُسقط على الإطلاق.

وقال التقرير : لقد ضحت إدارة ترامب بكل ما لديها في وجه الحوثيين، ونجا الحوثيون، وعندها أدرك ترامب أن لديه شؤونًا أهم، وأنه لا جدوى من أن تُرى الولايات المتحدة وكأنها خاضت حربًا مع الحوثيين ثم خسرتها، فسلم بالأمر . وبالطبع، يحتفل الحوثيون بوقف إطلاق النار كنوع من الانتصار على الأمريكيين، مُغضّين الطرف عنه – حتى مع زيارة الرئيس للسعودية وإطلاقه صواريخ فوق رأسه.

وتحت عنوان 'إسرائيل هي الهدف التالي للحوثيين' قال التقرير إن قرار ترامب وضع الإسرائيليين في موقف حرج، وبدا واضحا أن واشنطن تسعى إلى إعادة تقييم قربها من إسرائيل خلال هذه الفترة الانتقالية بعيدًا عن الشرق الأوسط الكبير.

وبحسب التقرير لم تُدرك الحكومة الإسرائيلية الحالية أن الوضع الذي تواجهه قد تغير جذريًا ولم يعد بإمكانها الاعتماد على درع عسكري قاطع توفره الولايات المتحدة. ولسببٍ ما، لا تزال الحكومة الإسرائيلية الحالية تتصرف وكأن شيئًا لم يتغير حيث واصل نتنياهو تنفيذ خطته لغزو واحتلال قطاع غزة على نطاق واسع وفي الوقت نفسه، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في عمق الأراضي السورية المجاورة؛ وهددت طائرات سلاح الجو الإسرائيلي بمهاجمة الحوثيين البعيدين ردًا على الهجمات الصاروخية المستمرة؛ وواصلت إسرائيل التركيز على طهران كعدوها الرئيسي.

بحسب التقرير فإن هذا موقفٌ غير قابلٍ للاستمرار إطلاقًا. بل هو موقفٌ يُمكن تجنّبه، حيث أعلن الحوثيون أنهم سيوقفون قصفهم الصاروخي على إسرائيل إذا تخلّت حكومة نتنياهو عن خططها لغزو قطاع غزة واحتلاله.

ورأى التقرير أن صورة الرضوخ لمطالب اليمن مروّعةٌ بالطبع بالنسبة للاحتلال، لكن ليس لدى اسرائيل خيارٌ آخر وعليها أن تتخلى عن هذه الخطط العدوانية ضد غزة، وأن تُخفّض من تواجدها، وأن تُعيد بناء دفاعاتها ومجتمعها قبل فوات الأوان.

وضمن عنوان 'الإمبراطورية الأمريكية في الشرق الأوسط تتلاشى بسرعة ' خلص التقرير إلى أن المكانة العسكرية الأمريكية في المنطقة تتلاشى بسرعة. ويولد نموذج جديد. وشعور الحوثيين بإمكانية إطلاق صواريخ فوق رؤوس الأمريكيين في السعودية، كجزء من هجوم أوسع ضد إسرائيل، دليل آخر على مدى انحدار الوضع الأمريكي.

ويقول التقرير : ما نراه في الشرق الأوسط اليوم هو آخر بقايا الإمبراطورية الأمريكية التي تتلاشى، ليحل محلها نظام أكثر محلية.