بعد سلسلة غارات دامية نفذها الاحتلال الإسرائيلي المجرم، على المدنيين العزل في قطاع غزة، بحجة خرق حركة حماس للاتفاق بشن هجمات في جنوب القطاع، على مجندين إسرائيليين، أكدت الحركة الفلسطينية أن لا علاقة لها بحادث إطلاق النار في رفح، وأكدت التزامها باتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت الحركة: 'إن القصف الإجرامي الذي نفّذه جيش الاحتلال الفاشي على مناطق من قطاع غزة، يمثّل انتهاكًا صارخًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي تم توقيعه في شرم الشيخ برعاية الرئيس الأمريكي ترامب'.

وأضافت: 'أن هذا الهجوم الإرهابي هو امتدادٌ لسلسة الخروقات التي تم ارتكابها خلال الأيام الماضية، من اعتداءات أسفرت عن سقوط شهداء وجرحى، واستمرار إغلاق معبر رفح، ما يؤكّد الإصرار على انتهاك بنود الاتفاق ومحاولة إفشاله'.

وطالبت الحركة الوسطاء الضامنين للاتفاق بالتحرّك الفوري للضغط على الاحتلال، وكبح تصعيده الوحشي ضد المدنيين في قطاع غزة، ووقف انتهاكاته الخطيرة لاتفاق وقف إطلاق النار، وإلزامه ببنوده كافة.

وقبل الغازات الهمجية للاحتلال الإسرائيلي قال وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس إن حركة 'حماس' هاجمت قواته في قطاع غزة، متوعدًا إياها بدفع ثمن باهظ.

وجاء في بيان صدر عن كاتس: 'ستدفع منظمة (حماس) ثمنًا باهظًا لهجومها على جنود الجيش الإسرائيلي في غزة ولانتهاكها الاتفاق الخاص بإعادة جثامين الرهائن'، مؤكدًا أن هجوم (حماس) اليوم على جنود جيش الاحتلال في غزة يُعد تجاوزًا حادًا لخط أحمر، سيرد الجيش عليه بقوة كبيرة.

وقالت مصادر ميدانية إن الحصيلة الأولية للغارات الإسرائيلية تقدر بنحو ٣٠ شهيدا بينهم أطفال ونساء، لكن الإدارة الأميركية سارعت على التأكيد بأن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال ساريا رغم الخروقات الأخيرة.

من جانبه، قال جي دي فانس، نائب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة صامد رغم الغارات الإسرائيلية على مدينة غزة وتبادل إسرائيل وحركة حماس الاتهامات بانتهاكه.

وقال فانس للصحفيين: 'وقف إطلاق النار صامد. هذا لا يعني أنه لن تكون هناك مناوشات صغيرة هنا وهناك'. وأضاف: “لدينا علم بأن (حماس) أو جهة أخرى داخل غزة هاجمت جنديًا (إسرائيليًا). نتوقع أن يردّ الإسرائيليون، لكنني أعتقد أن السلام الذي أعلنه الرئيس سيصمد رغم ذلك”.

بدوره، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم الأربعاء، إن وقف إطلاق النار المدعوم من الولايات المتحدة ليس في خطر بعد الضربات الإسرائيلية الدامية في غزة.

وقال ترامب: 'لا شيء سيهدد وقف إطلاق النار في غزة'. وتابع: 'لقد قتلوا جنديًا إسرائيليًا، ولذلك رد الإسرائيليون، وكان عليهم أن يردوا. عندما يحدث ذلك، يجب عليهم الرد'.

وشنت طائرات إسرائيلية، مساء الثلاثاء، غارات على مدينة غزة، وفقا لوكالة 'رويترز'، بأوامر من رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للجيش بتنفيذ هجمات قوية على الفور. وجاءت الغارة على محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وقصفت بالمدفعية على شرق دير البلح وسط القطاع.

وأتى هذا التطور بعدما قالت صحيفة 'تايمز أوف إسرائيل' إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مدينة رفح، جنوب قطاع غزة تعرّضت، لإطلاق نار من مسلحين الثلاثاء.

وأوضح التقرير أن قوات الاحتلال الإسرائيلية ردّت بإطلاق النار على المهاجمين، بينما قالت وسائل إعلام فلسطينية، إن الجيش قصف المنطقة بالمدفعية.

وكانت هيئة البث الإسرائيلية ذكرت أن إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة عزمها شن هجوم على قطاع غزة عقب حادث رفح الذي وقع مؤخرًا. كما أوضحت القناة أن القيادة الإسرائيلية قررت توسيع نطاق المنطقة التي تسيطر عليها داخل القطاع، في إطار ما وصفته بـ'إعادة الانتشار العسكري'.

وأضافت هيئة البث أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يجري تنسيقًا مع الإدارة الأميركية بشأن قرار توسيع السيطرة الإسرائيلية في غزة.

وإذا ما وسعت إسرائيل حدود الخط الأصفر سيعد ذلك تجاوزا صريحا لما تم التوافق عليه، وقد تصعد القاهرة من ضغطها لرفض تلك الخطوة، وأنها من المؤكد أنها ستتواصل مع الإدارة الأمريكية لمنع حدوث ذلك.

يذكر أن نتنياهو كان اتهم في وقت سابق اليوم، حماس بانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، متوعدًا بالرد. وقال إن حماس سلمت بقايا 'جثة تم بالفعل العثور على رفاته من قبل الجيش الإسرائيلي' سابقًا. وأكد أنه سيبحث مع المؤسسة الأمنية رد الحكومة على 'انتهاكات' حماس، وفق تعبيره.