اخبار مصر
موقع كل يوم -الدستور
نشر بتاريخ: ٩ شباط ٢٠٢٥
حققت حلقة اليوتيوبر الأمريكي الشهير مستر بيست الأخيرة، والتي كانت تدور فكرتها حول استكشاف أهرامات الجيزة وقضاء 100 ساعة داخل الأهرامات، ملايين المشاهدات في وقت وجيز، وذلك منذ طرح الحلقة عبر قناته الرسمية على موقع الفيديوهات العالمي 'يوتيوب'، حيث وصلت حتى الآن إلى أكثر من 42 مليون مشاهدة في 20 ساعة فقط.
وتواصلت 'الدستور' مع أحمد سامي بدوي، مدير عام لجنة مصر للأفلام، وهي اللجنة المسؤولة عن تسهيل إجراءات تصوير شركات الإنتاج الأجنبية في مصر، والذي كشف في حواره لـ'الدستور' عن كواليس تصوير حلقة مستر بيست في الأهرامات، وكيف تم تسهيل الإجراءات، وما الذي يعود على مصر من هذه الفكرة.
تواصل معنا فريق مستر بيست في شهر نوفمبر الماضي، وكان لديهم تصور لما يريدون تنفيذه في منطقة أهرامات الجيزة وسفح الهرم، بالإضافة إلى رؤية محددة لمحتوى الحلقة، نحن، في لجنة مصر للأفلام، عندما نتلقى طلبًا بالتصوير في مصر، نقوم بعقد اجتماع مع المختصين داخل اللجنة للحصول على الموافقة، ثم نعقد جلسات عمل مع وزارة السياحة والآثار لتحديد مواقع التصوير وتوقيتها.
كما عقدنا اجتماعات مع القوات الجوية ووزارة الدفاع من أجل التنسيق بشأن الطائرات الهليكوبتر التي تم استخدامها في التصوير.
تم الانتهاء من التنسيق مع الجهات المعنية والاجتماعات الخاصة بلجنة مصر للأفلام في أقل من شهر، ويرجع ذلك إلى طبيعة الطلب من فريق مستر بيست، حيث كان التصوير في أماكن أثرية ويتطلب متطلبات خاصة. لكن في الظروف العادية، يتم إنهاء استخراج الموافقات والإجراءات في غضون 10 أيام فقط.
في أقل من 24 ساعة، حققت حلقة مستر بيست أكثر من 40 مليون مشاهدة من مختلف دول العالم. ويعتبر أغلب متابعي مستر بيست من الفئة العمرية الصغيرة، التي لا تمتلك معلومات كافية عن مصر، وهو تحديدًا الجمهور الذي كنا نرغب في استهدافه.
وأتوقع أن هذا الفيديو سيصل إلى أكثر من 300 مليون مشاهدة، ما سيكون له تأثير إيجابي كبير على ترويج السياحة في مصر.
في الحقيقة، تم تنفيذ 95% من طلبات فريق مستر بيست، ومنها التصوير من طائرة هليكوبتر، والتي حرصنا على توفيرها لهم لتكون رسالة لكل أجنبي يرغب في التصوير في مصر بأن الإجراءات أصبحت أسهل من الماضي، وأن جميع الإمكانيات يمكن توفيرها.
لكن الطلب الذي تم رفضه كان تسلق سفح الأهرامات والتصوير من فوقه، حيث يمنع القانون ذلك لما فيه من خطورة شديدة، وكان الرفض حفاظًا على سلامة طاقم التصوير.
بالتأكيد، هناك العديد من التسهيلات والتواصل المستمر مع الوزارات والجهات المسؤولة عن المواقع السياحية والأثرية، بهدف تسريع الإجراءات.
كما تم تقديم أسعار مخفضة لاستخراج تصاريح التصوير، بالإضافة إلى حوافز إنتاجية لجذب شركات الإنتاج، مثل سرعة إنهاء التصاريح في 10 أيام، وهو وقت قياسي، بجانب توفير خدمات من وزارتي الدفاع والداخلية، بما في ذلك دعم بالمروحيات والمعدات لتسهيل التصوير.
علاوة على ذلك، نقدم خدمات داخل مطار القاهرة الدولي، حيث يتم التنسيق مع الجمارك المصرية لتسهيل دخول معدات التصوير الخاصة بشركات الإنتاج الأجنبية.
على سبيل المثال، في فيلم Fountain of Youth الذي تم تصويره في مصر في مارس الماضي للمخرج العالمي جاي ريتشي، تم تسهيل دخول حاوية تحتوي على أسلحة تُستخدم في التصوير، وهي واقعة تحدث لأول مرة في مصر.
كما نوفر موقعًا إلكترونيًا يحتوي على معلومات تفصيلية عن مواقع التصوير وكيفية تقديم الطلبات والإجراءات المطلوبة.
هناك تنسيق كامل مع الجهات الأمنية، التي تكون على اطلاع دائم بجميع تطورات التصاريح الخاصة بتصوير الأعمال الفنية، وهي الجهة المخولة بالموافقة عليها.
وفي الحقيقة، أصبح الأمر في الوقت الحالي أسهل بكثير من الماضي، حيث يدرك الجميع أهمية هذه الأعمال وما يعود على مصر من فوائد اقتصادية، مثل توفير العملة الصعبة، بجانب الترويج السياحي لمصر عالميًا.
بالتأكيد، يتم توقيع عقود تلزم شركات الإنتاج الأجنبية بالحفاظ على المواقع الأثرية والبيئة المحيطة بها، بما في ذلك البيئة البحرية في حالة التصوير في المناطق الساحلية.
هناك تزايد ملحوظ في طلبات التصوير الأجنبي في مصر، فخلال السنوات الأربع الماضية، تم تصوير ما يقرب من 20 عملًا فنيًا في مصر، منها 26 عملًا في عام 2024 وحده.
ونتوقع أن يشهد هذا العام زيادة كبيرة في العدد، حيث تستقبل اللجنة حوالي 5 طلبات تصوير شهريًا من جهات إنتاج أجنبية.
نعم، هناك واحد من أضخم المشاريع الفنية الأجنبية يتم تصويره بالكامل في مصر حاليًا، وليس مجرد مشاهد قليلة، لكن لا يمكنني الإفصاح عن تفاصيله في الوقت الحالي حفاظًا على سرية المشروع، بناءً على رغبة شركة الإنتاج.
ساهم تصوير الأعمال الأجنبية في مصر في توفير كم هائل من العملات الصعبة، لكن لا يمكنني الإفصاح عن إحصائية دقيقة حاليًا بالمبالغ التي دخلت البلاد.
ومع ذلك، هناك العديد من القطاعات التي استفادت بشكل كبير، مثل قطاع السياحة. على سبيل المثال، خلال تصوير فيلم Fountain of Youth للمخرج جاي ريتشي، الذي استمر لمدة 10 أيام في منطقة الأهرامات، تم الاستعانة بطائرتين من القوات الجوية، بالإضافة إلى عدد من قوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية، مما أدى إلى انتعاش الفنادق المحيطة وزيادة نسب الإشغال بشكل كبير، ودخول ما يقارب 4 ملايين دولار إلى مصر خلال تلك الفترة، وهذا يوضح كيف أن تصوير مثل هذه الأعمال يعود بفوائد كبيرة على مختلف القطاعات.