يشارك الكاتب و المترجم، ولاء كمال، في فعاليات الدورة الـ56 لمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2025، بترجمتين لكتابين صدرا عن الدار المصرية اللبنانية، وهما، “أنت أقوي”، للكاتبة الأمريكية ريبيكا سايلانس. وكتاب “تصالح مع نفسك”، للكاتبة الكندية لورا كونيل.

وفي تصريحات خاصة لـ “الدستور” تحدث ولاء كمال عن مشروعه الأحدث قائلا: بعد صدور رواية 'كوش كو' في يناير العام الماضي سعدت بقضاء مزيد من الوقت مع شغفي الآخر المجاور للكتابة وهو الترجمة، وكان نتاج هذا الجهد صدور كتابين جديدين عن الدار المصرية اللبنانية، وهما ثالث ورابع تعاون بيننا في الترجمة بعد صدور كتابيّ 'المتذمر المزمن' و'راهن على حياتك' خلال الأعوام السابقة. تمتلك المصرية اللبنانية مشروعًا عريقًا وممتدًا في الترجمة، بدءًا من كلاسيكيات كتابات الاستشراق والمؤلفات العلمية، الفكرية، والأدبية المميزة، ووصولًا إلى مشروعهم الحالي الذي أشارك به وهي كتب الصحة النفسية والتطوير الذاتي.

الكتاب الأول هو 'تصالح مع نفسك'، وهو تأليف المتخصصة في علم النفس ومدربة الحياة الكندية الشهيرة لورا كونيل.

يركز هذا الكتاب على التعافي من صدمات الطفولة والآثار السلبية للتنشئة في بيئة مضطربة، والتي تؤدي إلى الميل لإيذاء النفس والذي تركز عليه لورا في الكتاب بشكل كبير باعتباره المفتاح لمختلف الأزمات النفسية والمعوقات الحياتية التي يمر بها البشر، وتؤكد لورا أن أولئك الذين خذلتهم التقنيات العلاجية التقليدية يعرفون أن تعديل السلوك لا يناسب الجميع. إن مجرد القيام بالأشياء بشكل مختلف مع البقاء على حالنا في الداخل قد يساعد على المدى القصير، ولكن سرعان ما ستعود الأنماط القديمة للظهور مجددًا وتخرب حياتنا.

وتابع “كمال”: يساعد كتاب 'تصالح مع نفسك' القراء على الكشف عن الأسباب اللاواعية التي يعيقون بها أنفسهم. غالبًا ما بدأ هذا الخلل في مرحلة الطفولة كآليات للتكيف استجابةً للصدمة. بدلًا من تدريس التكتيكات التي تتجاهل أو تعطي اهتمامًا سطحيًا لحوادث الطفولة السلبية، يوجه الكتاب القراء بمحبة لاستكشاف الطرق التي أثرت بها هذه الأحداث على حياتهم وكيف ستساعدهم هذه المعرفة في الوصول إلى التحول الحقيقي. سيشعر القراء بالارتياح لاكتشاف أنه ليس الافتقار إلى قوة الإرادة هو الذي أعاقهم، ولكن الافتقار إلى معرفة الذات بدلا من ذلك.

ما تفعله لورا هنا هو أنها تعمل جنبًا إلى جنب مع القارئ عبر هذا الدليل لتساعده على أن يقوم بالعمل المطلوب كي يستكشف ذاته داخليًا، ويدرك أن تعديل السلوك ليس هو الحل الوحيد، حيث تقدم للقارئ الأدوات والامثلة التي تريهم كيف يمكنهم التغلب على الميل لإيذاء النفس ومعاجلة الألم الذي ينتج عن ذلك، وعوضًا عن ذلك يمكن للقارئ أن يخلق لنفسه الحياة التي يتمناها.

لورا كونيل كاتبة كندية ومدربة متخصصة في علاج الصدمات، تساعد عملاءها في الكشف عن الأسباب الخفية التي تعيق تقدمهم، تكتب عن الشفاء من تخريب الذات وديناميكيات العائلات المضطربة. وصلت مقالاتها إلى ملايين القراء عبر عشرات المواقع الإلكترونية والإصدارات المتخصصة. ساعدت دوراتها وفعالياتها عبر الإنترنت الآلاف في التغلب على آثار العائلات السامة.

واستكمل ولاء كمال حديثه للدستور لافتا إلي: الكتاب الثاني هو 'أنت أقوى' للمدربة الحياتية الأمريكية ريبيكا سايلانس، في هذا الكتاب تضع ريبيكا إستراتيجيات للتعافي من الألم العاطفي المتراكم بداخلنا مع مر السنوات وصدمات التجارب المريرة السابقة، أخطر ما تنبه إليه ريبيكا مرارًا وتكرارًا في الكتاب هو خطورة أن يتحول الإنسان إلى 'زومبي' يعيش الحياة لمجرد أن يترك الأيام تمر ويؤدي دوره المطلوب منه، بلقبٍ ميت وروحٍ خاوية لا تحمل أي مظهر من مظاهر الحياة. هذا التكيف الذي يقع فيه الإنسان قد يكون قاتلًا ومدمرًا. ما تحاول ريبيكا هو أن تلفت أنظارنا إلى تلك الحالة التي تكيفنا معها وكيف يمكن لنا أن نعود مرةً أخرى إلى الشعور، حتى لو كان ذلك الشعور هو الألم ومواجهة أشباح الماضي، فإنه في النهاية سيؤدي إلى أن نعيش الحياة بأكملها بدلًا من انتظار النهاية المحتومة.

وتفعل المؤلفة ذلك عبر استعراض قصص مؤثرة من حياتها الشخصية بصراحة شديدة، والتي تصبح بدورها نموذجًا ومثالًا على القدرة في تحدي الصعاب. الذكاء في هذا الكتاب أنه لا يتحدث بنبرة إيجابية عن شخصية سوية واجهت كل الصعوبات بصلابة وقدرة على التحمل، على العكس، نرى في ريبيكا الكثير مما نراه في أنفسنا، فهي تتحدث عن معاناتها مع رفضها لجسدها، تصديق رؤية الآخرين عنها وفقدانها الثقة في نفسها، قصص الحب الفاشلة، محاولات إيذاء نفسها والانتحار المتكررة، قيامها بإسقاط ألمها على الآخرين، ومحاسبة هؤلاء الذين أذوها في صورة كل من تقابلهم، والفرص الضائعة، وصعوبة التربية واكتئاب ما بعد الولادة، والبوليميا، وحتى الإصابة بالسرطان وفقدان الأمل في الحياة. ورغم هذا الكم من السلبية فإن ريبيكا تقول ببساطة أن هناك مخرجًا من كل هذا.

ريبيكا سايلانس مدربة عالمية رائدة في التعافي العاطفي والعلاقات. نجحت في قيادة أعداد لا تحصى من الأفراد والأزواج والعائلات لمعالجة أشد التجارب ألمًا والتعافي منها. ريبيكا صوت رائد في مجال تطوير الذات وشخصية تلفزيونية وإذاعية بارعة تتمتع بخبرة تزيد عن عشر سنوات في التحدث إلى الملايين حول القيام بالتنمية الذاتية.

يذكر أن “ولاء كمال”، كاتب ومترجم مصري صدرت له عدة مؤلفات وترجمات عن الدار المصرية اللبنانية. رُشِحَت أعماله الروائية لعدد من الجوائز المحلية والإقليمية. تتضمن مؤلفاته روايات: كوش كو، القداس الأخير، سيد والعصابة. كما قام بتأليف كتاب أيامي مع كايروكى وحكاية جيل أراد أن يغير العالم.