اخبار الاردن
موقع كل يوم -جو٢٤
نشر بتاريخ: ٢٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الحوارات: اغتيالات وصراع نفوذ يعمّقان فراغ الحكم في غزة والمرحلة الثانية من الخطة الأميركية تتعثر #عاجل
خاص _ قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور منذر الحوارات إنّ المشهد في غزة يزداد تعقيدًا وحساسية، رغم الهدوء الشكلي الذي أعقب ما يُعرف بـ'المرحلة الأولى' من الخطة الأميركية، أو ما بات يُتداول إعلاميًا بـ'خطة ترامب'.
وأضاف الحوارات لـ الاردن ٢٤ أن هذا الهدوء لا يعكس حقيقة ما يجري ميدانيًا؛ إذ تتصاعد مؤشرات خطيرة، في مقدمتها عمليات الاغتيال التي لا يمكن اعتبارها حوادث منفصلة، بل دلالات مباشرة على صراع محموم على السيطرة داخل غزة.
وبيّن أن إسرائيل تسعى، عبر سلسلة الاغتيالات، إلى إرباك البيئة الداخلية في القطاع وتفتيت القيادات الميدانية للفصائل، على أمل تعطيل أو إعاقة الانتقال إلى المرحلة الثانية من الخطة الأميركية. وفي المقابل، تعمل فصائل فلسطينية متعددة على توسيع نفوذها وترسيخ مواقعها قبل وصول أي قوة دولية أو حكومة تكنوقراط، وهي الجهة التي يجري الحديث عن تفويضها مستقبلًا بإدارة شؤون القطاع.
وأشار الحوارات إلى أن كل طرف بات منخرطًا في سباق لتثبيت موقعه على الأرض في ظل غياب مظلة أمنية موحدة. ولفت إلى أن الفراغ الأمني والسياسي، الناتج عن عدم تسلّم الشرطة الفلسطينية مسؤولياتها وتأخر انتشار القوة الدولية التي كان من المفترض أن تبدأ عملها فور انتهاء المرحلة الأولى، خلق بيئة هشّة تسمح بتمدد اللاعبين المحليين، وفتح الباب أمام احتمالات ظهور مجموعات مسلحة صغيرة وعائلات نافذة، مستفيدة من الانهيار الاقتصادي وغياب جهاز إنفاذ قانون موحد.
وأوضح أن إسرائيل تسعى إلى إطالة أمد المرحلة الأولى بحجة عدم استلام عدد من الجثامين، بهدف إدامة حالة ما بعد الحرب ومنع الدخول الفعلي في مرحلة ما بعد التسوية، وهو ما يعمّق الفوضى ويُبقي غزة في مساحة رمادية مفتوحة على سيناريوهات غير محسومة.
ونوّه إلى أن الوساطة الأميركية التي قادت المرحلة الأولى لم تعد تمتلك الزخم ذاته في المرحلة الثانية، بفعل عوامل متعددة؛ أبرزها الخلافات داخل مجلس الأمن حول المشروع الأميركي، ورفض إسرائيل الالتزام ببنود أساسية تتعلق بجدول الانسحاب، إضافة إلى موقف حماس التي لن تقدم أي تنازل قبل اتضاح معالم المرحلة التالية، وخاصة ما يتعلق بسلاحها ومستقبل الحكم في القطاع.
ورأى الحوارات أن الدور الأميركي بات أقرب إلى إطار سياسي عام، لا أداة تنفيذية فعّالة، في ظل تعدد الأطراف المؤثرة على الأرض وتشابك مصالحها.
وختم بالإشارة إلى أن المشهد في غزة يعكس فراغًا سياسيًا وأمنيًا حقيقيًا تتجلى مظاهره في الاغتيالات وصراع السيطرة وتعميق الفوضى، محذرًا من أن عدم حسم معادلة الحكم والأمن، سواء عبر مسار دولي واضح أو حكومة انتقالية متفق عليها، يفتح الباب أمام انزلاق غزة إلى نموذج 'اللّا حكم'، وهو السيناريو الأخطر على الإعمار والاستقرار طويل الأمد في القطاع.












































