الرياض - الخليج أونلاين

برز قطاع النباتات الطبية والعطرية بوجود 22 مصنعاً، في ظل تصاعد الطلب العالمي على المنتجات الطبيعية.

أظهرت بيانات رسمية حديثة أن السعودية باتت تعتمد بشكل متزايد على تحويل مواردها الزراعية إلى صناعات تحويلية متقدمة، مع تسجيل أكثر من 800 مصنع معتمد على المنتجات الزراعية في مختلف القطاعات، بحسب تقرير صادر عن وزارة الصناعة والثروة المعدنية.

ويعكس هذا الرقم قفزة نوعية في الاقتصاد السعودي الزراعي الصناعي، الذي يشهد تحولاً من الإنتاج التقليدي إلى صناعة وطنية متكاملة، تُسهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي، وزيادة الصادرات، وتعزيز الأمن الغذائي، وفق جريدة 'الوطن' السعودية.

وتتصدر التمور المشهد الصناعي الزراعي، حيث يبلغ عدد المصانع المتخصصة فيها 241 مصنعاً، ما يجعلها أكثر القطاعات جذباًللاستثمار.

وتسعى المملكة لتحويل التمور من منتج تراثي إلى سلعة تصديرية شاملة، تدخل في الصناعات الغذائية والتجميلية والدوائية.

بالمقابل تحقّق القهوة السعودية والتوابل حضوراً صناعياً متزايداً، بوجود 182 مصنعاً للقهوة و135 مصنعاً للتوابل والبهارات، ما يعزز موقع المملكة كمركز إقليمي لإنتاج وتعبئة هذه المنتجات، مستفيدة من تطور سلاسل الإمداد.

وفي الوقت الذي تتسارع فيه الاستثمارات في منتجات مثل الخلاصات النباتية (57 مصنعاً) ودقيق البقول (42 مصنعاً)، تكشف الأرقام عن فجوة استثمارية في قطاعات الخضروات الطازجة، حيث لا يتجاوز عدد مصانع الخيار أو المشمش والكرز مصنعاً واحداً فقط، ما يشكّل فرصة واعدة أمام المستثمرين، خاصة مع تطور تقنيات التبريد والنقل.

كما برز قطاع النباتات الطبية والعطرية بوجود 22 مصنعاً، في ظل تصاعد الطلب العالمي على المنتجات الطبيعية، ما يفتح المجال أمام نمو الصناعات الدوائية والتجميلية القائمة على موارد المملكة النباتية.

ورغم أن قطاعات مثل القمح والأرز لا تزال محدودة (9 مصانع للقمح، 33 للأرز)، إلا أن هذا يعكس تحولاً مدروساً في سياسة الأمن الغذائي نحو التصنيع بدلاً من الاعتماد الكامل على الزراعة التقليدية، في إطار رؤية المملكة لتحقيق التوازن بين الإنتاج المحلي والاستيراد.

ويأتي هذا التوسع في إطار جهود السعودية لتعزيز دور الاقتصاد الأخضر، وتحقيق مستهدفات 'رؤية 2030' بتنويع مصادر الدخل، ودعم القطاع الصناعي المستند إلى الابتكار والاستدامة.