عمد عدد من اهالي قرى 'بير درج' و'بير زروس' و'بازينة' و'الشوشة' التابعة لعمادة 'جبل الريحان' من معتمدية الوسلاتية بولاية القيروان الى غلق الطريق الجهوية عدد 46 الرابطة بين الوسلاتية والقيروان، اليوم الاثنين، للمطالبة بالماء الصالح للشرب وسط حالة من الاحتقان.

وأفاد محمد أشرف خميلي، احد متساكني المنطقة، بأن ما يزيد عن 100 عائلة تعاني من غياب الماء الصالح للشرب منذ قرابة 5 سنوات، بسبب ضعف عملية ضخ الماء، مشيرا الى أن الجمعية المائية 'جبل الريحان' المشرفة على تزويد المنطقة بالماء الصالح للشراب تعمد الى تمكين عدد من الفلاحين من ري أراضيهم مما ادى الى قطع تدفق الماء، وحرمان متساكني القرى المذكورة من حقهم فيه، وذلك في مخالفة للقانون باعتبارها جمعية تعنى بتوفير الماء الصالح للشراب وغير مخصصة للري، على حد قوله.

وأوضح عدد من الاهالي، في تصريحات متطابقة لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن غلقهم للطريق يأتي في سياق رفضهم لما اعتبروه 'مماطلة من قبل السلط المحلية والجهوية، وعدم ارتقاء تعهداتها الى مستوى ما التزمت به في أوقات سابقة'، وهي تعهدات ترمي الى تزويد قراهم بالماء الصالح للشرب عن طريق تغيير المضخة الحالية بأخرى ذات قوة أعلى.

من جانبه، أفاد عضو المجلس المحلي بالوسلاتية، عبد الرزاق عبداوي، بأن المنطقة بقيت محرومة من الماء الصالح للشرب رغم عقد عديد الجلسات مع السلط المحلية والجهوية من أجل إيجاد حلول للمنطقة للتزود بالماء الصالح للشرب، وتغيير المضخة حتى يصل الماء للمنطقة، الا ان الوضعية لم تتغير وبقي الاهالي يعانون من العطش خاصة في ظل ما تشهده ولاية القيروان من ارتفاع كبير في درجات الحرارة خلال الأيام الأخيرة.

وأشار إلى أن الاهالي كانوا يتزودون بالماء خلال السنوات الأخيرة من الآبار، غير انها نضبت جراء انخفاض منسوب المائدة المائية، وهو ما ضاعف معاناتهم مع العطش الذي اصاب كذلك ماشيتهم وهي مصدر عيشهم وأدّى الى نفوق بعضها بسبب موجة الحر الأخيرة وغياب الماء، وفق قوله.

من جهته، أوضح معتمد الوسلاتية، سالم مجريسي، في تصريح لوكالة 'وات' أن أجواء العمل بين اعضاء الجمعية المائية جبل الريحان يسودها التوتر والخلافات، مما ادى الى صعوبات في تزويد الاهالي بالماء الصالح للشرب، مؤكدا انه تمت برمجة جملة من الحملات خلال الأيام القادمة لمقاومة الربط العشوائي بشبكة مياه الشرب بمنطقة جبل الريحان والحد من استغلالها للري من قبل المخالفين.

وأضاف أن المضخة الحالية بالخزانات هي أحادية الأطوار، ويحتاج تركيز مضخة ثلاثية الأطوار إلى ضغط كهربائي عال وهو ما لا يتوفر بالمنطقة في الوقت الراهن، إلّا أنّ المساعي جارية مع مصالح المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحيّة من أجل تعويض المضخة بأخرى تتلائم مع الضغط الكهربائي بالمنطقة، علما أنه يتم تزويد هذه القرى بصهاريج الماء الصالح للشرب بصفة يومية، وفق تأكيده.

ولفت إلى أن مشروع تزويد منطقة 'بير الزروس' بالماء الصالح للشرب الممتد على كيلومترين سيمكن من حل الاشكال وهو حاليا في مرحلة طلب العروض.

يشار إلى أنه في اطار الخطة الجهوية للتصدّي لظاهرة الربط العشوائي بولاية القيروان، تم خلال الفترة الممتدة من 1 جوان 2024 الى 9 جويلية الجاري، إزالة 62 ربطا عشوائيا، وتحرير 53 محضر مخالفة تتعلق بالحفر العشوائي، وحجز 10 معدات، واتخاذ كل الإجراءات اللازمة لردع المعتدين على الشبكات المائية بالجهة.