تشهد مصر اليوم فعاليات النسخة الثانية عشرة من المنتدى الحضري العالمي، برعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وخلال هذا الحدث الدولي، تصبح “القاهرة” محط أنظار العالم، حيث تجمع بين نخبة من الخبراء والقادة من كل مكان لمناقشة قضية التحضر العالمي، وطرح حلول للتحديات الحضرية، وإيجاد مسارات لمستقبل أكثر استدامة.

وتحت شعار 'كل شيء يبدأ محلي: لنعمل مع من أجل مدن ومجتمعات مستدامة'، انطلقت فعاليات المنتدى، الذي يُعقد لأول مرة في أفريقيا منذ 20 عامًا، في الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر الجاري، وتهدف هذه القمة إلى توحيد الجهود من أجل تحقيق أهداف التنمية الحضرية، وتعزيز التعاون الدولي لإيجاد حلول تتلاءم مع التحديات البيئية والاجتماعية والاقتصادية المعاصرة.

وخلال المنتدى، سلطت مصر الضوء على مشاريعها الرائدة في مجال التنمية الحضرية، بما في ذلك مبادرة 'حياة كريمة' لتطوير الريف المصري، ومشروع 'سكن لكل المصريين' الذي يوفر وحدات سكنية ميسورة التكلفة، كما أشار المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق، إلى الجهود المبذولة لتطوير المدن الجديدة وتحويلها إلى مدن ذكية مستدامة، مؤكدًا أن مصر تسعى من خلال المنتدى إلى تبادل خبراتها مع دول العالم وتقديم نموذج عملي يمكن أن يُحتذى به في تحقيق التنمية الشاملة.

وفي ختام المنتدى، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسي على أهمية التعاون الدولي لمواجهة التحديات العالمية المشتركة، معربًا عن أمله في أن تسهم التوصيات الناتجة عن هذا المنتدى في تعزيز التنمية المستدامة وإيجاد حلول للتحديات التي تواجهها المدن الحديثة، وفي ضوء الأزمات العالمية والتغيرات المناخية، تبقى الحاجة إلى تعزيز التكاتف بين مختلف الدول لتحقيق تنمية حضرية مستدامة توفر حياة كريمة للجميع.

وفي هذا الإطار، قال المهندس خالد المرشدي، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن الحكومة المصرية ركّزت جهودها على تطوير مدن ذكية من الجيل الرابع تعتمد على تقنيات حديثة لإدارة الأزمات وتعزيز الأمان، معتمدةً على الطاقة النظيفة والنقل المستدام.

وأوضح 'المرشدي'، في حديثه، أن هذه المدن، والتي تشمل العاصمة الإدارية الجديدة والمنصورة الجديدة، تندرج ضمن رؤية مصر 2030 للتحول الرقمي، مشيرًا إلى استخدام تقنيات متقدمة في البنية التحتية، بما في ذلك ترشيد استهلاك المياه وتطوير شبكات الصرف الصحي لتحسين الكفاءة والاستجابة السريعة للأزمات.

أكد الدكتورعبدالنبي عبدالمطلب، الخبير الاقتصادي، أن الدولة تسعى للتوسع العمراني من خلال تطوير مشروعات الإسكان والمدن الذكية لاستيعاب الزيادة السكانية وتوفير سكن ملائم للمواطنين، مما يساعد في تخفيف الضغط عن المدن القديمة، موضحًا أن مدن الجيل الرابع، مثل العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة، تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة، القضاء على العشوائيات، وتقليل التكدس المروري.

وتوقع 'عبدالنبي'، في حديثه، أن تسهم هذه المدن في توفير حوالي 7 ملايين فرصة عمل، وتحفيز السوق العقارية والاستثمارية، مشيرًا إلى أن هذه المدن ستستوعب نحو 30 مليون نسمة، وستعزز من التدفقات الدولارية عبر جذب المستثمرين العرب.

وأكد المهندس باسم بشرى، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن مدن الجيل الرابع، أو المدن الذكية، باتت ركنًا أساسيًا لتحقيق التنمية الحضرية المستدامة، حيث تعتمد على التكنولوجيا لتحسين حياة المواطنين عبر إدارة ذكية للموارد الطبيعية.

وأوضح بشرى، في حديثه، أن هذه المدن تسهم في تعزيز استثمارات رأس المال البشري وتطوير البنية التحتية، مما يوفر حياة ذات جودة عالية للسكان، مضيفًا أن المدن الذكية تستند إلى أنظمة متكاملة، تعتمد على تقنيات الإنترنت لربط مختلف المكونات مثل الكهرباء، المياه، والنقل، ما يسمح بتجميع البيانات وتقديم خدمات متطورة للمواطنين والزوار.