سجّل صيف 2025 بداية غير متوقعة في ألمانيا، حيث غلبت الأمطار والطقس المتقلب على معظم المناطق، ما دفع البعض للظن أن هذا الصيف 'بارد' أو 'عادي'. غير أن الإحصاءات المناخية ترسم صورة مغايرة تمامًا، إذ يظهر أن متوسط درجات الحرارة في البلاد خلال الأسابيع الماضية كان أعلى من المعدلات المعتادة بمقدار 0.9 درجة مئوية مقارنة بالفترة من 1991 إلى 2020، ما يجعل هذا الصيف واحدًا من أكثر 10 فصول صيف حرارة منذ عام 1881.

أوروبا تشتعل.. وموجات الحر تضرب الجنوب مبكرًا

خارج الحدود الألمانية، اشتدت موجات الحر مبكرًا هذا العام في أوروبا، وسجّلت كل من فرنسا وإسبانيا وإيطاليا أعلى درجات حرارة منذ بدء التوثيق المناخي. واجتاحت الجفاف والحر الشديد جنوب أوروبا، في حين تأثرت ألمانيا بمزيج من الأمطار والحرارة الخفية التي لا يشعر بها كثير من السكان، خاصة في الشمال والغرب.

'أيام الكلاب' تطرق الأبواب.. الحرارة الحقيقية تبدأ الآن

مع اقتراب نهاية شهر يوليو، يترقب خبراء الطقس في أوروبا دخول ما يُعرف بـ'أيام الكلاب' – وهي الفترة الممتدة من أواخر يوليو وحتى منتصف أغسطس، والتي تُعد الأكثر حرارة واستقرارًا خلال العام. وتشير التوقعات إلى ارتفاع درجات الحرارة في جنوب ألمانيا إلى أكثر من 34 درجة مئوية، بينما قد تصل إلى 30 درجة أو أكثر في الشمال أيضًا، ما يعني بدء موجة حر فعلية.

توقعات النماذج الأوروبية: صيف فوق المتوسط

وفقًا لبيانات المركز الأوروبي للتنبؤات متوسطة المدى (ECMWF)، من المرجح أن يستمر نمط الصيف الحار في معظم أنحاء أوروبا، بما في ذلك ألمانيا. ويتوقع خبراء المناخ أن تشتد موجات الحر في الأسابيع المقبلة، وقد تستمر لفترات أطول من المعتاد، لتشكل تحديًا إضافيًا خاصة في المناطق الحضرية.

التغير المناخي يعيد رسم خريطة الطقس

إن ما نشهده اليوم ليس مجرد تقلبات موسمية عابرة، بل هو دليل جديد على أن التغير المناخي أصبح واقعًا يفرض نفسه في كل زاوية من أوروبا. تباين درجات الحرارة من منطقة إلى أخرى، والفروق في التوزيع الجغرافي للحرارة، تؤكد أن تأثيرات الاحتباس الحراري لا تتبع أنماطًا تقليدية. ومع تزايد الظواهر المناخية المتطرفة، يبدو أن صيف 2025 لن يكون الأخير من نوعه.

رغم البداية التي قد تبدو 'باردة'، إلا أن صيف 2025 يُصنّف فعليًا كواحد من الأشد حرارة في تاريخ ألمانيا. ومع اقتراب 'أيام الكلاب'، ترتفع التوقعات بأن النصف الثاني من الصيف سيكون أكثر سخونة وتأثيرًا. الحرارة قادمة – والمسؤول الأول هو التغير المناخي المتسارع.