أكدت صحيفة 'الجارديان'، البريطانية، أن اتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي توصل إليه الجانبان اللبناني والإسرائيلي، الأسبوع الماضي، لا يشكل انتصارا للحكومة الإسرائيلية في ظل استمرار معاناة الفلسطينيين في قطاع غزة.

وأشارت الصحيفة، في مقال افتتاحي، إلى أنه على الرغم من التوصل لهدنة على الجبهة اللبنانية إلا أنه من الواضح أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، ليس لديه أي رغبة في التوصل لاتفاق سلام مع حركة حماس الفلسطينية.

وأوضحت 'الجارديان' أن اتفاق وقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية يشكل بالنسبة للشعب اللبناني طوق نجاة من الموت والدمار والتهجير القسري جراء القصف الإسرائيلي.

ولفتت الصحيفة إلى أن الصراع في قطاع غزة، الذي اندلع في أكتوبر من العام الماضي، واتسع ليشمل الجبهة اللبنانية، تسبب في مقتل ما يزيد على أربعة آلاف لبناني وتشريد مئات الآلاف إلى جانب تدمير العديد من المباني اللبنانية.

وأكدت أن الحكومة اليمينية الحالية في إسرائيل قد تركز هجماتها على قطاع غزة بعد التوصل لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية، وهو ما من شأنه عرقلة كل الجهود للتوصل لهدنة مماثلة على الجبهة الفلسطينية، موضحة أن القصف الإسرائيلي على قطاع غزة تسبب حتى الآن في مقتل ما يزيد على 44 ألف فلسطيني وتحويل كل أرجاء القطاع تقريبا إلى أنقاض.

وأشارت الصحيفة إلى أنه من الواضح أن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة- على عكس الصراع مع لبنان- سوف يطول مداها حيث لا تبدو أي بارقة أمل في الأفق تشير إلى نهاية قريبة لتلك الحرب، موضحة أن رئيس الحكومة الإسرائيلية تعهد بأن أحد أهم أهداف هذه الحرب هو القضاء تماما على قدرات حركة حماس العسكرية، وهو ما يعني رفضه أي شروط لحركة حماس من أجل وقف الحرب في القطاع.

ولفتت إلى أنه من الواضح أن القيادة الإسرائيلية لديها خطط متطرفة فيما يخص قطاع غزة، حيث يرى العديد من المحللين أن من ضمن أهداف الحرب الإسرائيلية في غزة تفريغ الأجزاء الشمالية والوسطى في القطاع من الشعب الفلسطيني إما طوعا أو قسرا، واستمرار السيطرة العسكرية الإسرائيلية عليها.

وأضافت أنه على الرغم من إنكار إسرائيل تلك الأهداف إلا أن حجم التدمير للطرق والمباني الذي ترتكبه القوات الإسرائيلية في القطاع يشير إلى أنها تمهد السبيل لإقامة مستوطنات إسرائيلية في القطاع، موضحة أن صحيفة 'هآرتس' الإسرائيلية كشفت بالتفصيل المخطط الإسرائيلي في هذا الصدد.

وأكدت 'هآرتس'، في مقال لها الأسبوع الماضي، أن 'المخطط بات واضحا، حيث إنه بعد التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع الجانب اللبناني أصبح الهدف هو حرب لا نهاية لها في قطاع غزة وتجديد إقامة المستوطنات به'.

وأشارت 'الجارديان'، في الختام، إلى أنه من الواضح أن معاناة سكان غزة سوف تستمر لفترة طويلة في ظل توجهات الحكومة الإسرائيلية الحالية التي تنوي الاستمرار في ممارساتها العدائية ولا تعرف سوى لغة العنف والقصف.