ابتكر فريق بحثي في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية 'كاوست' نظام طائرة مُسيّرة يعمل بالذكاء الاصطناعي قادرًا على التعرف على الإبل وتتبعها من الجو، في خطوة توفر خيارًا منخفض التكلفة لمربي الإبل وتمكّن العلماء من دراسة أنماط هجرتها وسلوكياتها.

وصُمم النظام على يد البروفيسور باسم شحادة أستاذ علوم الحاسب الآلي وفريقه البحثي في 'كاوست'، ويعتمد على طائرات مسيّرة مزودة بكاميرات تجارية منخفضة التكلفة، تتيح لمربي الإبل مراقبة قطعانهم مباشرة من الجو، دون الحاجة إلى الأطواق المزودة بأنظمة تحديد المواقع (GPS) أو الاتصالات عبر الأقمار الصناعية مرتفعة التكلفة.

اقرأ أيضًا: المدينة المنورة تفوز بجائزة شنغهاي العالمية للتنمية المستدامة 2025

واستخدم الفريق كاميرا واحدة مثبتة على طائرة مسيّرة لجمع لقطات جوية لقطعان صغيرة من الإبل في السعودية، ثم درّب نموذج الذكاء الاصطناعي عبر تقنيات التعلم الآلي لتحليل السلوكيات.

وكشف الباحث تشون بونغ لاو، المشارك في المشروع، أن النتائج أوضحت أن الإبل لا ترعى عشوائيًا، بل تتبع مسارات منتظمة يمكن التعرف عليها.

وأظهرت التجارب أن الإبل، خصوصًا الكبيرة في السن، تسلك أنماط رعي منظمة تغطي مسافات طويلة خلال اليوم، لكنها تعود دائمًا إلى مربّيها قبل غروب الشمس. كما بيّنت النتائج أن الإبل شديدة الحساسية لأصوات الطائرات المسيّرة، ما دفع الفريق إلى تشغيلها على ارتفاع لا يقل عن 120 مترًا فوق سطح الأرض لتجنب إزعاجها.

وتُعد الإبل عنصرًا أساسيًا في الحياة العربية، إذ تمثل وسيلة نقل ومصدرًا للغذاء، إضافة إلى قيمتها الثقافية والاقتصادية، حيث تسهم بأكثر من ملياري ريال سعودي سنويًا في الاقتصاد الوطني من خلال قطاعات الأغذية والمنسوجات والسياحة.

ويعتزم الفريق البحثي في المرحلة المقبلة جمع تسجيلات لقطعان أكبر وأكثر تنوعًا لتدريب النظام على تحسين دقته وقدرته على التعرّف على الإبل في بيئات مختلفة.