حسام علم الدين -

قال تقرير اقتصادي إن دول الخليج تطرح نفسها بقوة لكي تصبح المركز العالمي المقبل للتكنولوجيا، وقد تنافس هيمنة «وادي السيليكون» الأمريكي التي استمرت عقودا من الزمن من خلال ربط الابتكار التكنولوجي من امريكا اللاتينية والرساميل والموارد المالية من دول الخليج.

نقلت «أريبيان بزنس» عن سيلفينا موسكيني المستثمرة البارزة في الذكاء الاصطناعي والمؤسسة المشاركة لشركة «يونيكورة هانترز»، تحديدها لرؤية طموحة لدول الخليج في الذكاء الاصطناعي لكي تصبح مركزا عالميا في هذا المجال، خصوصا من خلال العلاقات المتنامية مع رواد الأعمال في امريكا اللاتينية الذين يسعون الى التوسع عالميا.

واضافت: تكمن أحد أهدافي الرئيسية في ربط رواد الاعمال الموهوبين في امريكا اللاتينية الذين يخططون للتوسع بالموارد والمشاريع بدول الخليج، التي تشكل موطنا لعشرات الشركات التكنولوجية.

ولفتت الى انه يجب ان تكون جميع الشركات التي نبحث عنها في منطقة الخليج مدفوعة بالذكاء الاصطناعي، ويعني ذلك اكثر من مجرد تطوير حلول للذكاء الاصطناعي. والامر الأكثر اهمية هو ان يكون الذكاء الاصطناعي متأصلا بعمق في المجالات المختلفة في دول المنطقة. واشارت موسكيني الى ان هذا الدفع نحو التقدم التكنولوجي بتزامن مع التقدم غير المسبوق في منطقة الخليج لإدماج المرأة بالنشاطات الاقتصادية، لافتة الى ان مبادرتها لربط الابتكار من امريكا اللاتينية مع الرساميل والموارد المالية الخليجية تتماشى مع الجهود الاقليمية الاوسع لتنويع الاقتصادات الخليجية وتحفيز الابتكار.

وذكرت ان شركتها أقامت شراكات مع شركات مختلفة تعمل في منطقة الخليج، مثل «غوغل» في قطر مع مراكز ابتكار متعددة في كولومبيا والارجنتين والمكسيك، ما ادى الى تأسيس أحد أكبر مراكز الشركات الناشئة في المنطقة.

وقالت موسكيني: اذا كان هناك رواد اعمال من الارجنتين يريدون التوسع في الشرق الاوسط، فهناك ايضا مستثمرون في المنطقة يمكنهم تسهيل هذا الامر، وتاسيس فروع والتنسيق مع كل الجهات الحكومية والخاصة.

التأثير الاجتماعي

ورأت ان احد العوامل المميزة في النهج الخليجي الحديث يكمن بالتركيز على استثمارات التاثير الاجتماعي، موضحة انه على عكس وجهات النظر التقليدية التي تنظر الى شركات التاثير الاجتماعي على انها اقل ربحية، الا انها تمثل من افضل الفرص في سوق التكنولوجيا والشركات الناشئة.

وقالت: عندما نعمل على مجالات تتردد صداها مع الانسانية جمعاء وتحل قضايا اجتماعية واقتصادية فانها قادرة على جذب افشل الشركاء. ان مثل هذه الشركات غالبا ما تجذب افضل المواهب الراغبة في قبول رواتب اقل مقابل عمل هادف.

وبالنظر إلى المستقبل، توقعت موسكيني أن القطاعات بما في ذلك التكنولوجيا الحيوية، والتكنولوجيا الصحية، وتقنيات المناخ ستقود الموجة المقبلة من الابتكار في المنطقة، لافتة بشكل خاص على الفرص في علوم الصحة والرعاية الصحية الوقائية، وهي المجالات التي يخلق فيها دمج الذكاء الاصطناعي مع البيانات الضخمة امكانات وفرص جديدة.

«الحلم الأمريكي» تحول اليوم الى «حلم الخليج»

قالت موسكيني: ما كان يحدث قبل 50 عاما عندما كان الناس حول العالم يذهبون ليعيشوا «الحلم الأمريكي» تحول اليوم الى «حلم الخليج»، وهناك تحول اساسي في تدفقات الفرص العالمية التي يمكن ان تعيد تشكيل المشهد التكنولوجي على مدى العقود المقبلة.

ضخ مليارات الدولارات في استثمارات التكنولوجيا

اشار التقرير الى ان هذا التطور الاخير يتزامن مع ضخ دول الخليج لمليارات الدولارات في استثمارات التكنولوجيا ونظم الشركات الناشئة، ما يمثل تحولاً كبيراً عن استراتيجيات الاستثمار التقليدية التي تركز فقط على العقارات وعائدات النفط.