عمان - السوسنة

في خطوة نوعية تعكس تصاعد الاهتمام بعلوم الفضاء والأجرام السماوية في الأردن، شهدت العاصمة عمّان اليوم الانطلاقة الرسمية لـ الجمعية الأردنية للشهب والنيازك، وذلك في رحاب الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، وبحضور ممثل عن وزارة الثقافة، حيث عُقدت أولى انتخابات الجمعية وسط حضور مكتمل النصاب من الهيئة العامة

وقد أسفرت الانتخابات، التي جرت بالتزكية، عن تشكيل الهيئة الإدارية الأولى، حيث تم انتخاب :

** الدكتور المهندس عوني محمد الخصاونة؛ رئيسا للجمعية

والدكتور الخصاونة هو، الأمين العام للاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، ورئيس الجمعية العربية للشهب والنيازك،

** الأستاذ الدكتور أحمد عبد الحليم الملاعبة،: نت با للرئيس

والبروفيسور الملاعبة يعمل أستاذ في قسم الأرض والبيئة في كلية الأمير الحسن للموارد الطبيعية والبيئة بالجامعة الهاشمية، والمتخصص في الشهب والنيازك ومكتشف نيزك 'اشتفينا' في محافظة عجلون، ونبزك 'ملاعبايت' في اسبانيا.

، إلى جانب نخبة من المتخصصين والمهتمين بهذا الحقل العلمي المتقدم

** وضمت الهيئة الإدارية نخبة من الخبراء والمهتمين في هذا المجال، وهم:

الدكتور عوني محمد الخصاونة

الدكتور أحمد عبد الحليم الملاعبة

الدكتور سطام الشقور

الدكتور محمد الغرايبة

الدكتور خالد الزواهرة

المهندسة تغريد القدحات

الأستاذة والمدربة الفلكية دلال اللالا

الأستاذة مجد محمد عبيدات

المهندس صهيب جمعة العبادي

تسعى الجمعية إلى تعزيز دور الأردن العلمي في مجال دراسة الأجسام الفضائية التي تدخل الغلاف الجوي، ولا سيما الشهب والنيازك، من خلال تشجيع البحث العلمي المتخصص وتحليل العينات النيزكية المكتشفة داخل المملكة وخارجها. كما تعمل على توثيق الظواهر الفلكية المرتبطة بهذه الأجسام، وتأسيس قاعدة بيانات وطنية تُسجل فيها مواقع سقوط النيازك، مع إعداد خرائط فلكية وجيولوجية حديثة تخدم المجتمع العلمي وتثري المعرفة المحلية

وإلى جانب الجانب البحثي، تركز الجمعية على نشر الوعي الفلكي بين مختلف شرائح المجتمع، لاسيما فئة الشباب والطلبة، من خلال برامج تعليمية وتثقيفية وورش عمل وفعاليات ميدانية. كما تدعم الجمعية بناء قدرات الباحثين من خلال التعاون مع الجامعات الوطنية والمؤسسات العلمية، وتشجيع التكامل بين مختلف التخصصات مثل الجيولوجيا والكيمياء وعلوم الفضاء

وانطلاقًا من رؤيتها التطويرية، تخطط الجمعية لإطلاق مشروع وطني طموح بالتعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية، يتمثل في إنشاء شبكة أردنية لرصد الشهب والنيازك، تُغطي مختلف مناطق المملكة. يهدف المشروع إلى رصد وتتبع الأجسام الفضائية التي تدخل الغلاف الجوي، سواء كانت نيازك طبيعية أو حطامًا فضائيًا من الأقمار الصناعية وغيرها من الأجسام من صنع الإنسان، مع التركيز على تحليل سلوكها أثناء دخولها الغلاف الجوي، ومحاولة التنبؤ بموقع سقوطها المحتمل

وسيعتمد المشروع على بناء محطات متخصصة مزوّدة بكاميرات فلكية متطورة، تعمل بشكل تلقائي على تسجيل السماء طوال الليل، لرصد أي وميض ناتج عن شهاب أو جسم فضائي. وعند التقاط الحدث نفسه من أكثر من موقع، يمكن حساب مسار الجسم بدقة عالية، وتحديد مصدره ومساره واتجاه سقوطه، بل والتنبؤ بمكان ارتطامه إن نجا من الاحتراق الجوي

ويُعد هذا المشروع نقلة نوعية في تطوير البنية التحتية الفلكية الوطنية، إذ يُسهم في تأسيس منظومة رصد علمية متكاملة على مستوى المملكة، ترتبط إجرائيًا وتكنولوجيًا بشبكات الرصد الإقليمية والعالمية. كما يعزز المشروع من حضور الأردن في الأوساط العلمية الدولية، ويجعله شريكًا فاعلًا في الجهود الكونية لمراقبة الأجسام القريبة من الأرض، إضافة إلى كونه قاعدة علمية تعليمية يستفيد منها الباحثون والطلبة، ويوفر فرصًا حقيقية لتطوير أبحاث متعددة التخصصات. ومن شأن هذا النظام أن يفتح آفاقًا جديدة في الابتكار والتطوير التقني، ويساهم في دعم السياسات الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، وجعل الأردن مركزًا معتمدًا في علوم الفضاء في المنطقة .