بقلم / أبوبكر المنصوري

في الجنوب، حيث الكرم والسماحة تتجسد في أبهى صورها، احتضن أهل الجنوب نازحين من الشمال، وفتحوا لهم بيوتًا وقلوبًا، دون انتظار مقابل أو مكافأة. لكن، للأسف، بعض هؤلاء النازحين نسوا معاني الكرم والشكر، وسعوا إلى استغلال كرم الجنوبيين لتحقيق مصالحهم الشخصية والسياسية. لقد جعلوا من الجنوب وطنًا لهم، بدلا من وطنهم الذي هربوا منه، متناسين أن كرم الجنوبيين له حدود، وأن استغلالهم لكرم أهل الجنوب لا يمكن أن يستمر دون حساب.

الرئيس العليمي وشلته من المسؤولين الشماليين، الذين استفادوا من كرم الجنوبيين وأمانهم، مارسوا التسلط على الجنوب، بذريعة رئاسته للمجلس الرئاسي اليمني. هذا التسلط يُعد انتهاكًا صارخًا للسيادة الجنوبية، ونحن في الجنوب نطالب بالحق والعدالة، ونرفض أن نكون رهينة لسياسات التهميش والاحتلال. إننا نرى في هذا التصرف تجاوزًا خطيرًا للاتفاقيات والمعاهدات، واستخفافًا بمطالب شعب الجنوب المشروعة.

شعب الجنوب له تاريخ عريق ودولة سابقة معروفة، ولدينا الحق في استعادة دولتنا وسيادتنا على حدودنا السابقة. نحن لا نسعى إلى فك الارتباط فقط، بل نسعى إلى استعادة هويتنا وكرامتنا وسيادتنا المسلوبة. قضية الجنوب ليست قضية داخلية، بل هي قضية وطن ودولة وهوية وسيادة معترف بها سابقًا ومعترف بها حديثًا. إننا نؤكد على أن حقنا في السيادة والاستقلال هو حق مشروع، وأننا لن نتراجع عن مطالبنا مهما كانت التحديات.

نحن نطالب بالاعتراف الكامل بسيادتنا واستقلالنا، وأن نكون دولة ذات سيادة، لها كامل الحقوق والواجبات. سنستمر في النضال حتى تحقيق العدالة والكرامة للجنوب وأبنائه. لن نتراجع عن مطالبنا، وسنرفع صوتنا عاليًا حتى يسمع العالم صرختنا. الجنوب يستحق الحياة الكريمة، والاستقلال هو حقنا. سنقاتل من أجل مستقبل أفضل، وسنستمر في النضال حتى تحقيق النصر.

في ختام هذا المقال، نؤكد على أن صمودنا وثباتنا على مبادئنا هو ما سيحقق لنا النصر. نحن شعب الجنوب، لن نركع إلا لله، وسنظل أوفياء لقضيتنا، وسنستمر في النضال حتى تحقيق الاستقلال الكامل للجنوب. إننا نثق في أن العالم سيقف معنا، وسيعترف بحقوقنا المشروعة. والله ولي التوفيق.