أظهرت بيانات رسمية صدرت اليوم الاثنين أن التجارة الخارجية للصين شهدت نموًا بنسبة 2.9% خلال النصف الأول من العام الجاري، لتبلغ قيمتها 21.79 تريليون يوان (نحو 3.05 تريليون دولار)، وفق ما أعلنته الإدارة العامة للجمارك الصينية، في مؤشر على تحسن نسبي في الأداء التجاري للبلاد وسط ظروف دولية معقدة.

ووفقًا لوكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا)، فقد تسارع معدل نمو التجارة الخارجية مقارنة بالأشهر الخمسة الأولى من العام، حيث بلغ حينها 2.5% فقط على أساس سنوي، وسجّلت صادرات الصين ارتفاعًا بنسبة 7.2%، فيما تراجعت وارداتها بنسبة 2.7% خلال نفس الفترة.

وفي تطور لافت، كشفت البيانات عن قفزة حادة في صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 32.4% في يونيو مقارنة بمايو، لتصل إلى 38.2 مليار دولار، ما يعكس تحسنًا ملحوظًا في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم بعد محادثات رفيعة المستوى جرت مؤخرًا.

اقرأ أيضًا: قفزة تاريخية للعملات المشفرة وبيتكوين تتجاوز 121 ألف دولار

وبلغ الفائض التجاري الصيني مع الولايات المتحدة في يونيو وحده نحو 26.57 مليار دولار، فيما بلغ إجمالي الفائض خلال النصف الأول من 2025 حوالي 141.74 مليار دولار، ما يعزز مخاوف واشنطن بشأن اتساع الفجوة التجارية رغم الرسوم الجمركية المفروضة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب قد فرض سابقًا رسومًا جمركية بنسبة 245% على عدد من المنتجات الصينية، في إطار مساعيه لتقليص العجز التجاري، وهو ما ردّت عليه بكين بإجراءات مماثلة.

ومع ذلك، قرر الطرفان تعليق معظم هذه الرسوم مؤقتًا للدخول في مفاوضات لم تُحقق تقدمًا ملموسًا حتى الآن.

وتُظهر الأرقام أن الولايات المتحدة سجلت ثاني أكبر عجز تجاري في تاريخها عند 918 مليار دولار عام 2024، منها 295 مليار دولار مع الصين، وهو ما يجعلها الشريك التجاري الأكثر مساهمة في هذا العجز.

ورغم محاولات تقليص الفجوة عبر التعريفات الجمركية منذ عام 2018، فإن نقل سلاسل الإمداد إلى دول مثل المكسيك وفيتنام لم ينجح في تقليل العجز الكلي.

ومن المقرر أن تُعلن الحكومة الصينية غدًا بيانات الناتج المحلي الإجمالي للربع الثاني من 2025، وسط توقعات بأن يُسهم انتعاش التجارة الخارجية في دعم وتيرة النمو الاقتصادي لهذا العام.