اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٨ تشرين الثاني ٢٠٢٥
استعرض عدد من الحرفيين المشاركين في معرض بنان 2025 باقة واسعة من الحرف التقليدية التي تبرز تنوّع الموروث الحرفي في مختلف مناطق المملكة، بدءًا من حرفة الجبس والفخار، مرورًا بحرف الخوص، وصولًا إلى السدو، إضافة إلى صناعة اللوحات الفنية وفنون الخط العربي.
وأوضح الحرفيون في حديثهم لوكالة الأنباء السعودية أن حرفة الجبس تعتمد على خلط المادة وتشكيلها ثم حفرها وتلوينها لإنتاج قطع زخرفية مستوحاة من الهوية المحلية والعناصر المعمارية التقليدية، حيث تتضمن الجداريات رموزًا مثل الزخارف الحساوية والدلة النجدية. ويُستخدم في ذلك أدوات حفر يدوية أو شبه آلية، تتيح تنفيذ تفاصيل دقيقة، مع إمكانية تنويع القطع ما بين الجداريات الكبيرة والصناديق والزخارف الصغيرة، فضلًا عن دمج ألوان متعددة لإضفاء طابع جمالي يعكس أصالة التراث.
وفيما يتعلق بحرفة الخوص، أكد الحرفيون أن موادها تتنوع بين سعف النخيل والخيش والخشب المخملي، وأن تصاميمها تختلف باختلاف المناطق. وتُستخدم هذه المواد في صناعة السلال والإكسسوارات والقطع الزخرفية، مع الاهتمام بالعناصر الجمالية التي تعكس ثقافة كل منطقة، واستخدام تقنيات نسيج وتطريز مبتكرة تمنح القطع طابعًا فنيًا يجمع بين الوظيفة والجمال.
أما صناعة اللوحات الفنية على الخشب فتشمل تقنيات عدة، أبرزها التطريز بالخيوط، والطباعة الحرارية، والتلوين بزيت الخشب، حيث تمتاز هذه اللوحات بالدقة والتفرد. ويعمد الفنانون إلى دمج الألوان والنقوش لإنتاج أعمال تعكس التراث والفن الأصيل بروح معاصرة.
وأشار المشاركون كذلك إلى أن مراحل صناعة الفخار تبدأ بالتشكيل اليدوي للقطع ونقشها وتجفيفها، يلي ذلك حرقها في أفران كهربائية ضمن درجات حرارة محددة لضمان تماسكها وإظهار ألوانها النهائية. وتتباين أنواع الطين المستخدمة بحسب المناطق، حيث يُعد الطين الأحمر الأكثر انتشارًا، بينما تُعد الأنواع البيضاء والصفراء والسوداء أقل شيوعًا. ويُضاف النقش باستخدام أدوات صغيرة تشبه الأختام، مع إبراز الزخارف التراثية من خلال دمج الألوان وتلميع بعض القطع لإضفاء لمعان جمالي.
وفيما يخص الخط العربي، أوضح الحرفيون أنه يُعد من أدق الفنون اليدوية، ويعتمد على أدوات تقليدية مثل القصبة والمحبرة، إلى جانب الاستفادة من تقنيات حديثة كالنقش بالليزر والطباعة الحرارية. ويُستخدم الخط العربي بأنواعه المختلفة مثل النسخ والديواني والثلث في إعداد اللوحات والتحف الفنية والجدران، حيث تُنسق الألوان والحروف بما يحقق التوازن بين جمال الخط وتفاصيل الزخارف.
وبيّن الحرفيون أن حرفة السدو تعتمد على خامات طبيعية تشمل صوف الغنم ووبر الإبل وشعر الماعز، وتبدأ عملياتها بجزّ الصوف في الربيع، ثم تمر بعمليات النفش والعمت والعزل قبل تجهيز الخيوط. ويمتاز السدو بنقوشه التقليدية المتنوعة مثل العويرجان والضلعة والحبيبة، فيما تُعد “نقشة الشجرة” من أكثر النقوش صعوبة وشهرة، إلى جانب استخدام المذخر في تزيين الإبل. وقد تطورت استخدامات السدو من كونه عنصرًا أساسيًا في الحياة اليومية إلى منتج زخرفي وجمالي، يُستخدم في الميداليات والمعلقات والملابس التراثية والإكسسوارات، فيما ترافق مراحل النسج أهازيج تراثية تعكس ارتباط هذه الحرفة بتاريخ المكان والإنسان.
وأكد الحرفيون المشاركون أن الأعمال المعروضة تمثل مهارات وطنية أصيلة، وتحافظ على الطابع التراثي للحرف السعودية، مع إبراز هوية كل منطقة بطريقة واضحة. كما يتضمن المعرض عروضًا حية توضح خطوات العمل ومراحل الإنتاج التقليدي أمام الزوار.










































