حذر الدكتور محمد أبو عفش، مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، من انهيار كامل للنظام الصحي في القطاع، في ظل تواصل استهداف الاحتلال الإسرائيلي للمستشفيات والمرافق الصحية، وتوقف عدد كبير منها عن الخدمة، في وقت تعاني فيه الطواقم الطبية من نقص حاد في الوقود والأدوية والتجهيزات الأساسية.

وقال أبو عفش في مداخلة مع قناة 'الجزيرة': 'الاحتلال يستهدف يوما بعد يوم مستشفيات القطاع وخرج عدد كبير من المستشفيات عن الخدمة أبرزها مستشفى غزة الأوروبي، ومستشفى الكويتي، ومستشفى الأمل في الجنوب، ولم يتبقَ في هذه المنطقة سوى مستشفى ناصر'.

وأضاف: 'إذا خرج مستشفى ناصر عن الخدمة، فإننا نتحدث عن كارثة إنسانية حقيقية، إذ يضم المستشفى مئات الجرحى والمرضى، وفي حال تعطله سيكون هؤلاء في عداد المفقودين'.

وتابع: 'مدينة غزة نفسها لم تعد تضم سوى مستشفيين رئيسيين يعملان حاليا، هما مستشفى الشفاء والمستشفى المعمداني، والضغط عليهما هائل في ظل النقص الكبير في الموارد الطبية والوقود، خدمة قسم غسيل الكلى في مجمع الشفاء توقف عن العمل يوم أمس بسبب نفاد الوقود، وهو ما يهدد حياة 350 مريض فشل كلوي يعتمدون على جلسات غسيل منتظمة، الخدمة متوقفة، وهؤلاء المرضى معرضون للموت في أي لحظة بسبب تراكم السموم في أجسادهم'.

وواصل: 'الوضع الصحي والطبي والإنساني في القطاع صعب جدًا ولا يحتمل، يجب على المجتمع الدولي بتحييد القطاع الصحي عن العدوان، وتسهيل إدخال المستلزمات الطبية والطواقم المتخصصة'.

واختتم: 'لا يمكن استمرار عمل الطواقم الطبية تحت هذا الضغط الهائل وغياب الحد الأدنى من التجهيزات، لدينا نقص كبير في الأطباء المتخصصين في الجراحات، ونحتاج إلى إدخال كفاءات ومعدات تساعدنا في أداء واجبنا الإنساني'.

وأشار مدير الإغاثة الطبية إلى أن الاحتلال يستخدم 'سلاح التجويع' بحق سكان غزة، مما فاقم الأزمة الصحية بشكل غير مسبوق، موضحًا أن أكثر من 50 يومًا مرت دون إدخال مساعدات غذائية أو طبية كافية، ما تسبب في ارتفاع معدلات سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل، وزيادة انتشار أمراض جلدية وصدرية ومعوية في مراكز الإغاثة.

واختتم: 'نسب فقر الدم ونقص المناعة في ارتفاع يومي، وهناك نحو 300 ألف مواطن يعانون من نقص أدوية الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط، والتي لم تدخل منذ أشهر، مما أدى إلى تفاقم مشاكل صحية خطيرة في الكلى والعيون والقلب'.