استخدام الإنترنت في الأردن يقفز إلى مستويات قياسية وتحذيرات من آثار اجتماعية خطيرة #عاجل

خاص – كشف الخبير الاجتماعي، البروفيسور حسين الخزاعي، عن معطيات لافتة تتعلّق بارتفاع استخدام وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت في الأردن، مؤكداً أن الأرقام الصادرة عن التقارير العالمية والمحلية تشير إلى 'ثورة حقيقية' في حجم الاستخدام ودوافعه، وخصوصاً بين الشباب.

وقال الخزاعي في حديثه لـ الاردن24 إن نحو 600 ألف أردني يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي وفق التقرير العالمي الأخير، وهو ما يعكس زيادة تُقدّر بـ 5.4% خلال عام واحد فقط، موضحاً أن هذا الارتفاع يأتي ضمن سياق عالمي يشهد تنامياً هائلاً في الاعتماد على الإنترنت، حيث وصلت نسبة استخدام الإنترنت عالمياً إلى 73% أي ما يقارب 5.6 مليار مستخدم مع بداية شهر تشرين الأول.

وأضاف أن الأردن سجّل خلال العامين الماضيين ارتفاعاً ملحوظاً وغير مسبوق في عدد المستخدمين النشطين، إذ ارتفع العدد بـ 350 ألف مستخدم جديد خلال عام واحد، ليصل إجمالي المستخدمين إلى ما يزيد عن 7 ملايين شخص يعتمدون على الإنترنت عبر الهواتف الذكية بنسبة تفوق 90%.

وأوضح الخزاعي أن منصّات التواصل تشهد حضوراً طاغياً لدى الأردنيين: (يوتيوب: 5.6 مليون مستخدم، فيسبوك: قرابة 5 ملايين، إنستغرام وسناب شات: نحو 4 ملايين مستخدم).

وأشار الخزاعي إلى واحدة من أكثر النقاط خطورة في التقرير، وهي أن معدل الاستخدام اليومي للإنترنت في الأردن يصل إلى 8 ساعات يومياً، في حين يبلغ المعدل العالمي 6 ساعات فقط.

وقال: 'المستخدم الأردني يتجاوز الاستخدام العالمي بساعتين.. الياباني يستخدم الإنترنت 4 ساعات، الصيني 4 ساعات، الروسي 3 ساعات. نحن الأعلى تقريباً'.

الشباب في الصدارة: 98% من الفئة العمرية 15–24 يستخدمون الإنترنت

وبحسب تقرير وطني صدر في اليوم العالمي للشباب – 12 آب 2025، فإن الفئات الأكثر استخداماً للإنترنت في الأردن هي:

15–19 عاماً: 97.5%

20–24 عاماً: 98.7%

في حين أكد الخزاعي أنها 'نسبة تتجاوز بشكل كبير المعدلات العالمية، وتستدعي انتباهاً حكومياً ومجتمعياً'.

وربط الخزاعي ارتفاع الاستخدام بين الشباب بمعدلات البطالة والمشاركة الاقتصادية المتدنية، حيث لا تتجاوز المشاركة الاقتصادية للشباب 21.5% بحسب التقرير ذاته.

وأوضح: 'الفراغ، البطالة، تدنّي المشاركة الاقتصادية، كلها عوامل تدفع الشباب لقضاء ساعات طويلة على الإنترنت سعياً للتواصل والتعلم والترفيه والبحث عن الفرص'.

وردّاً على سؤال حول العلاقة بين توسّع الاستخدام وظهور أنماط جديدة من السلوكيات بالمجتمع – ومنها الجرائم الإلكترونية، والتنمر، وتغيّر بعض السلوكيات الشبابية – قال الخزاعي إن جزءاً من هذه التحولات بالفعل مرتبط بالاستخدام المفرط وغير الموجَّه للإنترنت.

وأضاف: 'نعم، هناك تأثير واضح.. الإنترنت أصبح مساحة مفتوحة بلا ضوابط، وغياب التوجيه الأسري والاجتماعي ولّد أشكالاً جديدة من السلوكيات، بعضها سلبي، وبعضها دخيل على المجتمع الأردني'.

وأشار إلى أن الجرائم الإلكترونية ارتفعت خلال السنوات الأخيرة، مثل الابتزاز والتشهير والتنمر والاحتيال عبر الشبكة، إضافة إلى تغيّرات في أنماط التعبير والسلوك لدى الشباب، لافتاً إلى أن هذه التحولات تحتاج إلى 'مقاربات تربوية وإعلامية وأمنية متوازنة'.

وختم الخزاعي بالقول: 'نحن أمام أرقام غير مسبوقة… و98% من الشباب الأردنيين يتفاعلون يومياً مع الإنترنت. هذا الواقع يحتاج إلى توجيه وإرشاد، وليس إلى منع أو تضييق. لأن الاستخدام الكثيف بلا وعي قد يقود إلى آثار اجتماعية خطيرة على المدى البعيد'.