قال الخبير العسكري المقرب من الانتقالي الجنوبي الدكتور خالد النسي إن المجلس الانتقالي بات يمثل 'سلطة الأمر الواقع' في مدينة عدن، وأصبح الشريك الرئيسي للقوى اليمنية ممثلاً عن الجنوبيين، وهو ملزم دستورياً وسياسياً بالدفاع عن قضيتهم وحقوقهم. لكنه في الوقت ذاته، أشار إلى أن الانتقالي 'فشل في القيام بواجباته، ولم يترك مساحة للحكومة لتؤدي دورها أو تتحمل مسؤوليتها، ما جعل الوضع في المحافظات الجنوبية معقداً وصعب الفهم'.

وفي تصريحات لافتة، أوضح النسي أن الانتقالي، وبعد فشله الذريع في إدارة شؤون الجنوب على المستويات الأمنية والخدمية والاقتصادية، تحول إلى خطاب معارضة شكائي، يتهجم على الحكومة ويصفها بالفاشلة والفاسدة، في حين أنه يشارك فيها ضمن إطار الحكومة المعترف بها دولياً.

ولفت الخبير العسكري إلى أن هذا التناقض في المواقف والممارسات أدى إلى حالة من التشويش السياسي، وخلق غموضاً في المشهد الجنوبي، ما يجعل الكثير من المراقبين يتساءلون عن الجهة المسؤولة فعلياً عن تردي الأوضاع، وعن الآليات التي يمكن من خلالها إحداث تغيير حقيقي على الأرض.

واختتم النسي حديثه بسؤال استنطاقية: 'ما هي الجدوى من وجود الانتقالي إذا لم ينتصر لقضية وحقوق وكرامة المواطن الجنوبي؟ وهل ما زال يمثل طرفاً فاعلاً قادراً على تمثيل الجنوب وتطلعاته أم أنه أصبح مجرد أداة في صراعات سياسية لا تخدم القضية الوطنية؟' .

وتُعد هذه التصريحات مؤشرًا على تنامي الانتقادات الموجهة للمجلس الانتقالي من داخل الدوائر السياسية والتحليلية، خاصة في ظل استمرار تدهور الخدمات الأساسية وانفلات الوضع الأمني في عدد من المحافظات الجنوبية.