خلال لقائه يوم 9 جويلية الجاري بقصر قرطاج مع الاستاذة أمينة الصرارفي وزيرة الشؤون الثقافية، ذكّر رئيس الجمهورية قيس سعيّد أنّ عديد المهرجانات الثقافيّة الدوليّة في تونس عند تأسيسها ساهمت لا في الارتقاء بالفنّ وبسائر أشكال الإبداع الأخرى بل كانت مناسبة يلتقي فيها المناضلون من أجل الفنّ والارتقاء بالفكر والذّوق، هذا فضلا عن أنّ عددا منها كانت تتويجا لمسيرة من الفنّانين والمبدعين كما أشار في ذات السياق الى أنّ عديد المهرجانات التونسية على غرار مهرجان الجاز بطبرقة كان تظاهرة عالمية وساحة من ساحات الإبداع والنضال من أجل قضايا الحرية والتحرير ويجب أن يبقى كذلك ولا تُفتح أبوابه إلاّ لمن يتبنّى الفكر الحرّ ويتصدّى لمن لا همّ له سوى جني المال ولا اعتبار عنده لأيّ قيمة إنسانية كما دعا الي أن يتنزّل هذا المهرجان في سياق حرب التحرير التي تخوضها بلادنا وفي إطار المواقف المبدئية للدّولة التونسية النابعة من الإرادة الحرّة للشّعب التونسي ولا مجال فيها لمن لا يُقاسمه مواقفه المبدئية.

ومعلوم انه بعد غياب عن تنظيمه خلال السنوات الاخيرة وبحرص من السلط الجهوية وعلى رأسها والي جندوبة الاستاذ الطيب الدريدي وبالتنسيق مع هياكل وزارتي السياحة والشؤون الثقافية ستشهد هذه الصائفة وتحديدا خلال الفترة من 20 إلى 23 أوت اعادة تنظيم هذا المهرجان في دورته 20 وبادارة الدكتور جلال هلالي ومن خلال برمجة نوعية وعالمية تجمع بين العروض الفرجوية الركحية التونسية والعالمية على ركح مسرح البحر والعروض والانشطة الموازية بشوارع مدينة طبرقة وببعض فضاءاتها السياحية

في إطار إحكام تنظيم وإعداد برنامج يليق بمستوى هذا المهرجان العريق الذي بعث سنة 1973 والذي شهد سابقا مشاركة أسماء عالمية وفي مستوى تطلعات وإنتظارات أهالي الجهة وتقديم صورة ثقافية متنوعة والترويج للجهة كوجهة سياحية بامتياز وخلق حركية اقتصادية، أشرف والي جندوبة الاستاذ الطيب الدريدي على جلسة عمل خلال الاسبوع الماضي وتحديدا يوم 4 جويلية الجاري وذلك بحضور كل الاطراف الجهوية والمحلية المتدخلة وجمعية التنمية الثقافية بطبرقة وهي الجمعية المشرفة على ادارة هذا المهرجان حيث تم خلال هذه الجلسة التطرق لمختلف التحضيرات لإنجاح هذه الدورة في مختلف الجوانب من ذلك تقديم ملفات تامة الموجب من طرف الجمعية المنظمة للحصول على الدعم المالي من الجهات المعنية وإعداد حملة إعلامية وترويجية واسعة النطاق لجلب أكبر عدد ممكن من الجماهير والتعهد بمسرح البحر بطبرقة المزمع تخصيصه كفضاء محتضن لهذا المهرجان وضمان الجانب الوقائي ومزيد العناية بالجانب البيئي بمدينة طبرقة خاصة عنصر النظافة والإنارة العمومية،كما تم كذلك التطرق إلى برنامج هذه الدورة التي ستشهد مشاركة فنانين وفرق من تونس والجزائر وأنقلترا وأمريكيا .

وقد أكد والي الجهة ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف المتدخلة لإنجاح هذا الحدث الهام ودعم إشعاع الجهة كوجهة سياحية وثقافية مميزة خاصة أن مؤشرات الموسم السياحي الحالي تعد إيجابية على اعتبار عدد الليالي المقضاة والحجوزات للفترة القادمة .

ومن جهتها عبرت السلط المحلية بطبرقة والإطارات الجهوية الحاضرة والجهة المنظمة كل في ما يخصه عن الاستعداد لإنجاح مهرجان الجاز الدولي بطبرقة الذي يعد تظاهرة ذات مردودية عالية في مختلف المستويات حتى تكون إنطلاقة واعدة من شأنها إنجاحه في الدورات المقبلة وتنشيط السياحة ومطار طبرقة -عين دراهم الدولي.

منصف كريمي