أكد الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية، أن الولايات المتحدة سوف تتدخل عسكريا بشكل مباشر في النزاع مع إيران، مرجحا أن تبدأ بقصف منشآت نووية إيرانية، مثل المفاعل القائم في منطقة 'فوردو'.

وقال البرغوثي في مداخلة مع قناة 'الجزيرة': 'التصعيد لن يقتصر تأثيره على اتساع دائرة القصف الإيراني ضد إسرائيل، بل سيتسبب أيضا باشتباكات مباشرة في الخليج العربي، وخاصة مع السفن والبوارج الأمريكية، ما قد يؤدي إلى إغلاق كامل لمضيق هرمز، وتوجيه ضربة قاسية للاقتصاد العالمي عبر توقف ما يقرب من 25% من إمدادات النفط العالمية'.

وأشار البرغوثي إلى هشاشة الوضع داخل إسرائيل حاليًا، حيث تعاني الضفة الغربية من انعدام تام للوقود، مع إغلاق جميع محطات البنزين، نتيجة الضربة الإيرانية لمنشآت النفط في حيفا، ما أفقد إسرائيل قدرا كبيرا من طاقتها على تزويد السوق بالغاز والبترول، حتى داخل الأراضي المحتلة.

ودعا برغوثي الدول العربية إلى مضاعفة جهودها السياسية والدبلوماسية للضغط على الولايات المتحدة لوقف هذا السيناريو الذي وصفه بـ'الإجرامي'، مؤكدا أن الموقف العربي حتى الآن جيد على مستوى إدانة العدوان الإسرائيلي على إيران، لكن ذلك غير كاف.

وأضاف: “بعض عناصر الإدارة الأمريكية، وخاصة المقربين من الرئيس السابق دونالد ترامب، يتبنون أفكارا خطيرة ومجنونة”، لافتا إلى تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من إمكانية لجوء واشنطن إلى استخدام أسلحة نووية تكتيكية ضد إيران، في حال فشل ضرباتها التقليدية.

وتابع: 'لا أعرف ما الذي يمنع الصين من التدخل بشكل أكبر رغم أنها تستهدف بشكل مباشر من كل ما يجري في المنطقة، سواء عبر العدوان على غزة أو إيران، باعتبار ذلك جزءا من الصراع الأمريكي-الصيني حول مشروع 'طريق الحرير'، ومحاولة الولايات المتحدة استبداله بمسار تجاري من الهند إلى البحر المتوسط.

وذكر: 'مصر أيضا معرضة للخطر، التي يحلم نتنياهو بتحطيم قدراتها من خلال إنشاء قناة بديلة لقناة السويس، وهي قناة بنجوريون'.

واختتم: 'المعادلة الاستراتيجية في المنطقة ضخمة للغاية، والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستسمح باقي مكونات الإدارة الأمريكية والدولة العميقة لترامب بالمضي قدما في هذه السياسات التصعيدية، أم أنها ستتدخل وتضع حدًا لهذا المسار المدمر؟'.