التوقيت الشتوي يثير قلق الأردنيين لاعتبارات تعليمية واقتصادية واجتماعية #عاجل

مالك عبيدات – قال الخبير الاقتصادي محمد البشير إن الاهتمام المتزايد بموضوع التوقيت الشتوي في الأردن أصبح لافتاً، نظراً لتأثيراته المباشرة على مختلف جوانب الحياة اليومية، مشيراً إلى أن 'هذا الاهتمام يعكس قلق المواطنين وتساؤلاتهم حول جدوى التغيير وتأثيره على التعليم والاقتصاد والبيئة'.

وأضاف البشير ا الأردن ٢٤ أن القطاع التعليمي يعد من أكثر القطاعات تأثراً بتغيير التوقيت، موضحاً أن 'هناك اعتبارات تعليمية مهمة تتعلق بسلامة الطلبة ودوامهم في الصباح الباكر، إذ يخرج العديد منهم في أوقات يكون فيها الطقس بارداً والظلام ما يزال مخيماً، مما يستدعي دراسة دقيقة لتوقيت بدء الدوام'.

وأشار إلى أن القضايا البيئية والاجتماعية تتداخل كذلك مع موضوع التوقيت الشتوي، قائلاً: 'هناك تأثيرات غير مباشرة على البيئة وحركة الحيوانات، كما أن القضايا الاجتماعية مثل الكلاب الضالة والنشاطات اليومية للمواطنين تتأثر بهذا التغيير'.

وفيما يتعلق بالجانب الاقتصادي، أكد البشير أن التوقيت الشتوي يحقق وفراً اقتصادياً حقيقياً، مضيفاً: 'الحديث عن عدم وجود توفير من تغيير التوقيت غير دقيق إطلاقاً، فبعد مرور ساعة واحدة من تطبيق التوقيت الشتوي قد نحتاج لإضاءة غرفة واحدة فقط، وهذا ينعكس على فاتورة الاستهلاك بشكل واضح'.

وشدّد على أن 'التغيير إلى التوقيت الشتوي يحقق فوائد إضافية تتجاوز البعد الاقتصادي، إذ يسهم في تنظيم الحياة اليومية وتحسين كفاءة استخدام الطاقة'.

وأوضح البشير أن 'الدراسات والقراءات حول الموضوع متعددة، إلا أن معظمها يشير إلى وجود مكاسب ملموسة سواء في جانب التوفير أو في تخفيف الأعباء المعيشية في فصل الشتاء'.

وبيّن أن التحديات المناخية في أشهر نوفمبر وديسمبر ويناير تجعل التوقيت الشتوي خياراً عملياً، قائلاً: 'تشكل الجليد في ساعات الصباح الباكر يشكل خطراً على الحركة المرورية، والخروج المبكر للمدارس أو العمل في هذا الوقت يزيد احتمالات الحوادث'.

وأضاف أن 'الطلاب هم الأكثر عرضة لهذه الظروف، خاصة أن الحافلات المدرسية تنقل أعداداً كبيرة في وقت الذروة، ما يجعل اعتماد التوقيت الشتوي أكثر أماناً'.

وأشار البشير إلى أن الأردن له تجربة تاريخية ناجحة في اعتماد التوقيت الشتوي منذ سنوات طويلة، قائلاً: 'تجربتنا تؤكد أن هذا النظام مناسب للظروف المناخية في المملكة، كما أن دول الجوار مثل لبنان والعراق لا تزال تطبقه حتى اليوم'.

وختم البشير تصريحاته بالتأكيد على أن 'توصية مجلس الوزراء بتغيير التوقيت إلى الشتوي تأتي انطلاقاً من مصلحة المواطنين وضمان سلامتهم، إلى جانب تحقيق وفورات اقتصادية ملموسة'، مشيراً إلى أن القرار 'يجب أن يصدر عن دولة الرئيس ومجلس الوزراء لما فيه مصلحة عامة للمجتمع'.