اخبار السعودية
موقع كل يوم -جريدة الرياض
نشر بتاريخ: ٣ تموز ٢٠٢٥
الرياض - الثقافي
أصدر مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية كتابًا جديدًا بعنوان «الكتابات العربية القديمة: مدخل تاريخي»، من تأليف المؤرخ السعودي الدكتور سليمان بن عبدالرحمن الذييب، أستاذ التاريخ بكلية الآداب جامعة الملك سعود، ويُعد الكتاب الذي صدر في جزأين وبلغ عدد صفحاته (1484) صفحة، دراسة شاملة لتاريخ الكتابات العربية القديمة، وهو مقسَّم إلى أربعة فصول يتناول المؤلف من خلالها تاريخ تطور الكتابة منذ بداياتها، حيث خصص الفصل الأول من الكتاب لتسليط الضوء على مراحل تطور الكتابة في العالم القديم، مشيرًا إلى أن البداية كانت بمرحلة الرسوم التي انتهت باختراع الأبجدية من قِبل الفينيقيين.
وفي الفصل الثاني، ركز المؤلف على الكتابات التصويرية والمقطعية التي عُرِفَت في بلاد الرافدين عند: الأكاديين والآشوريين والبابليين، وكذلك عند المصريين القدماء، إضافة إلى الكتابات الحثية، والأبيلاوية وكتابات شعب ماري، الأولى في الأناضول، والأخيرتين في سوريا. وفي الفصل الثالث، تناول المؤلف الكتابات الأبجدية مبتدئًا بنظريات الأبجدية، ثم تناول اللغات الأبجدية، وهي: الأوغاريتية، والعبرية والآرامية ولهجاتها المتعددة. وكذلك لهجات شبه الجزيرة العربية المسندية التي تنقسم إلى قسمين: شمالية تضم (الثمودية، والدادانية، والصفائية). وجنوبية: تضم (السبئية والمعينية والحضرمية والقتبانية والأوسانية والحبشية). أما الفصل الرابع والأخير، فقد خصصه المؤلف لدراسة الكتابة العربية والآراء حولها متطرقًا إلى القبائل العربية وظهورهم على صفحات التاريخ.
وأشار الدكتور سليمان الذييب في كتابه إلى أن الكتابة كانت بمثابة شاهد على الحضارات القديمة، حيث كشفت لنا تفاصيل دقيقة عن الحياة الاجتماعية، والاقتصادية، والسياسية، والدينية للأقوام التي استخدمتها. كما ساعدتنا هذه النقوش والكتابات في فهم كيفية تعامل الإنسان في تلك العصور مع بيئته ونجاحه في تطويعها لمصلحته، وهو ما سهل أمامنا الحياة فقد وضعوا الأسس لكافة العلوم بمختلف أنواعها وتصنيفاتها، وبعدها انطلق الإنسان في العصور اللاحقة في إعمار الأرض. موضحًا أن هذه الكتابات بيَّنت لنا علاقة البشر بعضهم ببعض، وكيف أنشأ الإنسان المجتمعات الصغيرة ثم الكبيرة، وتكوين الدول، والحدود السياسية، وغيرها. ويؤكد المؤلف أن فك غموض هذه الكتابات المتعددة من قبل علماء أفنوا أعمارهم في دراستها حتى تمكنوا من قراءتها والكشف عن مكنوناتها لا يقلون عبقرية عن أولئك الذين اخترعوها.
يُذكر أن هذا الكتاب يأتي ضمن الجهود المستمرة التي يبذلها مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في مختلف مجالات نشر المعرفة، وتقديم إصدارات بحثية وعلمية متميزة تهدف إلى توثيق ودراسة الجوانب الثقافية والتاريخية للحضارات العربية والإسلامية.