اخبار الاردن
موقع كل يوم -الوقائع الإخبارية
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
الوقائع : ضمن فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض عمان الدولي للكتاب 2025، عُقدت يوم الأربعاء ندوة ثقافية بعنوان 'دارات المثقفين من الفكرة إلى الأثر'، بالتعاون بين اتحاد الناشرين الأردنيين، وجمعية التواصل الثقافية.
وأكدت الندوة التي شارك بها نايف النوايسة، جميلة العمايرة، والدكتور سالم الفقير، وأدارتها الدكتورة ريما ملحم، على الأهمية الحيوية لمشروع الدارات الثقافية باعتباره مبادرة وطنية تهدف إلى تكريم الأدباء الأحياء، والحفاظ على الذاكرة الثقافية، وخلق واجهات سياحية ثقافية جديدة في مختلف محافظات المملكة.
وتحدث الأديب النوايسة عن الدارة التي تحمل اسمه في الكرك، مشيراً إلى أن الأردن تأسس ثقافياً في بداياته، حيث كان مجلس الأمير عبد الله (الملك لاحقاً) مجلساً ثقافياً، كما أكد على أهمية التلاحم بين الثقافة والإعلام، مبيناً أن 'ثقافة بدون إعلام هي ثقافة مسك بالرفوف وإعلام بدون ثقافة إعلام ميت لا علاقة له بالحياة'.
وأوضح أن فكرة الدارات التي أطلقتها جمعية التواصل انبثقت من وعي متقدم يهدف إلى تكريم المثقفين وجعل دورهم مقصد ثقافي وهوية ثقافية لأبناء المنطقة والقادمين من الخارج.
ووعد النوايسة بأن دارته في الكرك ستكون مقصدًا ثقافيًا وهوية ثقافية وعنواناً ثقافياً، وستعمل وفق برنامج مدروس يركز على الأطفال وعلى قراءة المكان الأردني من خلال النص الأدبي.
من جهتها، وصفت الكاتبة العمايرة فكرة وجود دارة ثقافية باسم الكاتب أو الكاتبة بأنها فكرة مدهشة وبراقة. وأشارت إلى أن دارتها في زي بالسلط افتتحت بتاريخ 29 تموز من هذا العام عبر مهرجان ثقافي.
وأكدت العمايرة أن الدارة تطمح لأن تكون بيتاً للمثقفين والكتاب والفنانين ، كما أنها ستواصل دعم وتعزيز الأطفال الموهوبين وعمل ورشات كتابية لهم وللكبار، وشددت على أن الأجمل هو تكريم المبدع وذكره في حياته والاحتفاء بتجربته وأعماله.
وقدم الدكتور الفقير، ورقة بعنوان 'دارات المثقفين من الفكرة إلى الأثر: هاشم غرايبة نموذجاً'، مشيراً إلى أن فكرة الدارات ضرورية لمعالجة فجوة ثقافية كبيرة بين الأجيال الناتجة عن التطور التقني. وأكد أن الدارات الثقافية هي بمثابة تكريم حقيقي للمبدعين، و أيقونة ثقافية وطنية ووجهة سياحية ثقافية.
وأشار إلى أن اختيار الأديب هاشم غرايبة لتمثيل الشمال بدارته في إربد جاء لأنه علم من أعلام الأردن وأحد الذين شكلت إبداعاتهم منعطفاً في الكتابة الأدبية الأردنية العربية. واختتم الفقير مؤكداً أن وجود دارة هاشم غرايبة اليوم في إربد هي بمثابة منارة ثقافية ومحطة وطنية تستقبل المثقفين وتدعم رؤية وزارة الثقافة نحو بيئة ثقافية رحبة .
وكانت الدكتورة ملحم قد استهلت الندوة بالإشارة إلى أن دار المثقف الأديب لا ترمز فقط إلى مكان إقامة الأديب ومصدر إلهامه، بل هي رمز للتراث الأدبي والذاكرة الثقافية للأمة، ويمكن أن تحتوي على مقتنيات الكاتب الشخصية ومخطوطاته.
وأكدت أن إطلاق دور الأدباء وزيارتها يوفر تجربة ثرية ومتعددة الجوانب للزوار والباحثين، ويساهم في الحفاظ على التراث الأدبي للأجيال القادمة.
وأوضحت أن الدارات الثقافية موجودة بين الناس ويمكن الوصول إليها بسهولة، ومع الوقت يمكن أن ينشأ حولها مكتبة أو حرف يدوية أو أعمال تروج للتراث والسياحة.
يُذكر أن مشروع الدارات الثقافية، الذي تبنته جمعية التواصل الثقافية، انطلق من دارة جميلة العمايرة (السلط)، ثم دارة نايف النوايسة (الكرك)، ودارة هاشم غرايبة (إربد)، وعما قريب سينطلق إلى قلب الوطن بدارة مفلح العدوان.
وفي نهاية الندوة، كرم رئيس اتحاد الناشرين الأردنيين ومدير معرض عمان الدولي للكتاب جبر أبوفارس المشاركين في الندوة بدرع المعرض لهذا العام.