هاجمت مجموعة من الحوثيين بصواريخ وزوارق حربية وطائرات مسيّرة، ناقلة النفط اليونانية 'سونيون' التي كانت تحمل على متنها حوالي 900,000 برميل من النفط الخام العراقي، بـ 21 أغسطس الماضي، في حادثة تعتبر الأخطر بسواحل بالبحر الأحمر المطلة على اليمن.

تسبب الهجوم في اشتعال النيران بعدة مواقع على سطح السفينة، أدت إلى أضرار كبيرة وتهديد بحدوث كارثة بيئية في البحر الأحمر، لتجبر السفينة المشتعلة طاقمها من الفرار منها.

وبفضل الهجوم الحوثي على الناقلة النفطية، استمرت النيران مشتعلة بالسفينة لعدة أيام، وسط مخاوف كبيرة من حدوث تسرب قد يؤدي إلى كارثة بيئية في البحر الأحمر، مما يؤثر على مصائد الأسماك والحياة البحرية ومحطات تحلية المياه.

وبعد أيام من تنفيذ الهجوم على ناقلة النفط التي حملت علم اليونان وظلت مشتعلة لفترة طويلة، سمح الحوثيون بعملية سحب السفينة إلى ميناء آمن، بمشاركة القوات البحرية الأوروبية (EU NAVFOR)، بالإضافة إلى زوارق قطرية وسفن إنقاذ كما كان هناك مشاركة فعالة من السعودية في وضع خطة دقيقة لنقل النفط إلى سفينة أخرى ومن ثم سحب الناقلة إلى ميناء آمن، يُرجح أن يكون في جيبوتي.

فيما أعلنت وزارة النقل اليونانية في هذه الاثناء، إن السفينة كانت تبحر من العراق إلى أجيوس ثيودوروي في اليونان وعلى متنها روسيان و23 فلبينيا.

شملت آخر التطورات بشأن أزمة ناقلة النفط “سونيون” أن النيران استمرت مشتعلة في السفينة منذ الهجوم الذي وقع في 21 أغسطس 2024، وذلك بحسب ما نشرته عدة صحف أجنبية ودولية.

بينما قالت اليونان في رسالة وزعتها وكالة الشحن التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة إنه تم اكتشاف ما وصفته بأنه 'تسرب محتمل' بطول 2.2 ميل بحري (4.2 كيلومتر) في المنطقة المطابقة لموقع سونيون في البحر الأحمر.

فيما تعد السفينة سونيون ثالث سفينة تابعة لشركة دلتا تانكرز التي تتعرض لهجوم في البحر الأحمر هذا الشهر، حيث قالت الشركة في بيان إن الهجوم تسبب في اندلاع حريق على متنها، مما أسفر عن مقتل أفراد الطاقم.

ويدور السؤال حاليا حول أين مكان ناقلة النفط اليونانية المشتعلة الآن، وسط تكهنات كثيرة، وفي محاولة العثور على إجابة حول مكان ناقلة النفط، تبين عبر البحث بموقع رصد النقالات البحرية 'vesselfinder'، أن حالة النفط اليونانية وصلت إلى حقل نفط البصرى بالعراق في 27 يوليو الماضي.

وظلت هناك حتى 12 أغسطس الماضي،تنطلق بعدها إلى اليونان كما أشار تقرير منشور بشبكة الـ سي إن إن الأمريكية، لكن خلال إبحار الناقلة تعرضت لهجوم بخليج عدن بالقرب من اليوم من قبل الحوثيين واشتعلت بها النيران.

و يشير الموقع إلى أن ناقلة النفط، كانت من المفترض ان تتوجه نحوميناء 'زادور ' بجنوب افريقيا في الـ25 من أغسطس الماضي ولكن لم يحدث بفضل الهجوم الذي وقع عليها .

وبمحاولة تعقب الناقلة بعد تعرضها للهجوم يظهر موقع الأقمار الصناعية “planet” أن السفينة تتحرك بجوار سواحل مدينة الحديدة اليمنية في 29 أغسطس الماضي، و انها لا تزال في المياه الإقليمية باليمن، حيث ستظل ناقلة النفط اليونانية بالميناء اليمني حتى يتم أخمد الحرائق بها، ونقلها إلى يمناء اخر يرجح بأنه في دولة جيبوتي.

تحمل ناقلة النفط اليونانية 'سونيون' أو 'SOUNION' رقم المنظمة البحرية الدولية 931214512، تم بناؤها في عام 2006 أي منذ قرابة الـ 18 عامًا وتبحر حاليًا تحت علم اليونان، وذلك بحسب موقع 'vesselfinder' المتخصص في الملاحة البحرية.

ويوضح موقع الملاحة، أن ناقلة النفط 'سونيون' ابحرت العام الماضي 2023 ما بين محطة نفط البصرة العراق وميناء نوفوروسيسك، وميناء اسبانيا، وفي 2022 ابرحت من محطة نفط البصرة بالعراق إلى مرسى الحريقة بليبيا، أما في 2021 فأبحرت الناقلة ذاتها من ميناء سنغافورة إلى أحد موانئ الهند.

وفي 2020 توجهت حاملة النفط اليونانية ' سونيون'، من ميناء 'أجيو ثيودوروي' باليونان إلى حقل نفط البصرة، من العراق إلى الهند.

فيما تشير التقارير الدولية، إلى أن خلال العشرة أشهر الماضية منذ اندلاع الحرب على غزة شنت جماعة الحوثيين في اليمن، هجمات على سفينتين تجاريتين تسببت في اغراقهما واحتجاز واحدة، مما أدى إلى مقتل ما لا يقل عن ثلاثة بحارة، ودفعت هذه الهجمات العديد من الشركات التجارية إلى تغيير مساراتها إلى طرق أطول وأكثر تكلفة حول إفريقيا لتجنب المخاطر في البحر الأحمر وخليج عدن.

ووفقاً لتقرير من معهد واشنطن، بعض الشركات بدأت في استخدام طرق أطول حول رأس الرجاء الصالح للوصول إلى أوروبا وآسيا، مما يزيد من وقت العبور ويؤثر على سلاسل التوريد العالمية.

كما أن الهجمات تسببت في تراجع شحن الحاويات بنسبة تصل إلى 90% في بعض الحالات، مما أدى إلى تفاقم الضغط على الشحن البحري العالمي3.

وبحسب لتقرير نشره الموقع الرسمي للبنك الدولي، فإن أزمةتعطيل الملاحة البحرية بالبحر الأحمر عبر الهجمات الحوثية، له آثار بعيدة المدى، ليس فقط على صناعة الشحن، ولكن أيضًا على البيئة والاقتصاد العالمي.

وأدت الطرق الأطول التي يتطلبها الوضع الحالي إلى زيادة مسافات السفر للبضائع والناقلات بنسبة تصل إلى 53%، مما تسبب في ارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بسبب حرق الوقود الإضافي.

ومن الناحية الاقتصادية، أدت الأزمة إلى ارتفاع أسعار الشحن وتكاليف التأمين على الشحن، مما ساهم في التضخم وأثر سلباً على اقتصادات الشحن الإقليمية والدولية (الأشكال 5-3).